حرية المعتقلين مطلب رافق الثورة في سنواتها الخمس ولا زال قائماً

“أصمت فالجدران لها أذان” هو تعبير لطالما تداوله السوريون في جلساتهم العائلية خوفا من ان تصل كلماتهم لأذن أحد أزلام نظام الأسد فيكون المصير هو التغييب في زنزاناته إلى أجل غير مسمى.

فكان الخوف رفيق السوريين على مدى عقود قبل أن يحطمه فتية درعا الذين خطوا بأناملهم الغضة اول حروف الثورة السورية بعبارة “اجاك الدور يا دكتور” وكان تعذيبهم في معتقلات الأسد سببا في اندلاعها.

منذ خمس سنوات بدأ مشوار الثورة السورية و خلال هذه السنوات أفرزت الثورة العديد من القضايا الشائكة و قد تكون قضية المعتقلين  من اكثرها صعوبة خاصة و ان الاعتقال وسيلة النظام لارهاب السوريين متعمدا تسريب العديد من مقاطع التعذيب  للسيطرة على الشعب الذي أبى الرجوع إلى قوقعة الخوف والاستكانة متحديا كل الصعوبات رافضا التخلي عن حقوقه وحريته و كرامته.

عدد المعتقلين بات يقدر ب 215 ألف معتقل حسب الشبكة السورية لحقوق الانسان التي وثقت اعتقال اكثر من 10 ألاف طفل و بالمقابل وثق مركز توثيق انتهاكات حقوق الانسان اعتقال 2007 انثى بينما استطاعت رابطة الصحفيين السوريين توثيق 35 معتقل اعلامي خلال عام 2015 فقط.

اذا في أقبية العتمة آلاف الأرواح تنتظر من يخرجها إلى النور و تبقى مصائرهم و معاناتهم مجهولة إلا من خلال الناجين الذين نالوا حريتهم و خرجوا لينقلوا للعالم ألم من بقي مغيبا.

الناشطة الإعلامية “هبة الحمصي” هي واحدة من المعتقلات التي نالت حريتها وتحدثت لراديو الكل عن قصة اعتقالها، حيث أشارت إلى أنه وفي عام 2015 أثناء خروجها من حي الوعر بحمص لإحضار دواء لطفل مصاب بمرض السرطان، قام حاجز الأمن السياسي في حي الإنشاءات بإعتقالها واقتيادها إلى فرع المخابرات الجوية بحجة النشاط الإغاثي والإنساني.

وبيّنت أنها تعرضت للتعذيب النفسي فقط، من خلال آخذ السجان للنساء إلى غرف تعذيب الشباب وتهديدهن بأنهن إن لم يعترفوا ستتم معاقبتهن على هذا النحو، وأوضحت “الحمصي” إلى اغتصاب عناصر الأمن لمعظم الفتيات صاحبات الـ 15 سنة، إضافة لتعذيب النساء.

ولفتت في نهاية حديثها إلى إطلاق سراحها بعد 40 يوم من الإعتقال، مؤكدة أنه وبرغم كل ما عانته فهي فخورة انها واحدة من اللواتي ثرن ضد نظام الأسد، وأنه لا يمكن لأي سجن أو معتقل أن يقيد حرية الفكر.

بدوره، روى الشاب الدمشقي “تيم” لراديو الكل قصة اعتقاله المغيب منذ 4 سنوات، حيث أشار إلى اعتقال قوات النظام لولداه بعد بداية الثورة بعام تقريباً، أثناء توجهه من دمشق إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، مضيفاُ أن خبر الإعتقال شكل صدمة كبيرة لأفراد عائلته.

ولفت إلى التواصل مع المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم في محاولة للحصول على أي أخبار تتعلق بوالدته لكن دون جدوى، وأكد “تيم” على ضرورة المطالبة بالمعتقلين والتركيز على هذا المفاوضات بين النظام والمعارضة في المحاثات الجارية حالياً بجنيف.

من جانبه، تحدث الأستاذ “ضاحي مسلماني” عن قصة اعتقال ابن أخيه “أحمد”، حيث قامت قوات النظام باعتقال الطفل صاحب الـ “14” سنة و8 أشهر على حاجز الكسوة أثناء عودته من لبنان إلى سوريا، لحضور عزاء والدته التي قضت في درعا في عام 2015.

وأضاف “مسلماني” أن سبب الإعتقال كان بحجة وجود مقطوعة “يا حيف” داخل هاتفه الجوال، مؤكداً أن الهاتف لم يكن لأحمد إنما لابن عمه، فيما تم إطلاق سراح الشبان الخمسة الذين كانوا بصحبته بعد تفتيش هواتفهم ورفع المتاريس.

ونوّه إلى محاولات التواصل مع كبار الضباط في النظام لإطلاق سراح “أحمد” إلا أن جميعها باءت بالفشل، وحين ظهور صور “قيصر” المسربة في بداية عام 2014، انتشر مقطع فيديو يظهر تعذيب عناصر النظام للطفل، وأضاف “مسلماني” أن وفي تاريخ 7 – 3 – 2015 عندما انتشرت صور شهداء التعذيب على مواقع التواصل الإجتماعي، كانت صورة الشهيد “أحمد” من بين تلك الصور وتم التأكد منه.

وفي موازاة ذلك أشارت السيدة “هنادة الرفاعي” عضو المنظمة السورية لضحايا الحرب، إلى أن المنظمة التي تأسست حديثاً من أجل لفت النظر لمحاسبة مرتكبي الجرائم في النظام، ستباشر أعمالها بإفتتاح معرض اليوم في سويسرا حول صور “قيصر”، في محاولة لتحريك الرأي العالمي لمناهضة تلميع صورة الأسد، وإعادة إنعاش مفهوم العدالة الإنتقالية.

وأكد “الرفاعي” لراديو الكل أن الصور المسربة دليل واضح على الإنتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان من قبل نظام الأسد، إذ قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقق منها كدليل موثوق للإجراءات في المستقبل.

وأوضحت في ختام حديثها أن المنظمات الحقوقية السورية وغيرها من المنظمات، باتت تتصف بالخبرة والمهارة بعد مرور 5 سنوات على الثورة، مبينةً على ضرورة توحيد عمل تلك المنظمات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى