إعلام الثورة بعد 5 سنوات.. أين نجح وأين تعثر؟

تعتبر وسائل الإعلام قوة دفع كبرى للتغيير، وذلك لدورها الوظيفي في عملية التحول الديمقراطي، إلا أن هذا الدور يبقى رهناً بمستوى الحرية التي تتمتع بها تلك الوسائل، وطبيعة علاقتها بالنظام الحاكم، لاسيما في بلد مثل سوريا، تم اختزال مهمة الإعلام فيه عبر عقود بتمجيد الأب القائد وابنه، فيما بقيت عناوين صحفه وقنواته بعيدة كل البعد عن مشاكل وهموم المواطنين في ظل غياب صورة حقيقة توثق الحدث.

وفي هذا المحور أشار الكاتب والباحث “هشام منور”، إلى أن الإعلام كان ولا يزال السطلة الرابعة في أي حدث سياسي يجري بالعالم، مضيفاُ أن الإعلام في سوريا لعب دور كبير في نقل وفضح جرائم النظام، وتفنيد إعلامه المضلل الذي حاول إيهام العالم بأن ما يجري في سوريا أعمال شغب وإرهاب وغيره، في ظل منع النظام وسائل الإعلام العربية والعالمية من الدخول لسوريا ونقل الواقع على حقيقته.

ولفت “منور” لراديو الكل، إلى أن الإعلام عنصر أساسي في أي عملية سياسية، كذلك يمثل صوت الشارع فالناس من خلال الإعلام يمارسوا الرقابة على السلطة التنفيذية، كما أن الإعلام يفضح الأنظمة المستبدة في العالم.

وبيّن أن تأثير إعلام المعارضة أقل من تأثير إعلام النظام، لأن الأخير يمتلك آلة إعلامية كبيرة احتكرت العمل الإعلامي في سوريا منذ عشرات السنين، كذلك عمل النظام على توظيف علاقته الدولية في التأثير على وسائل الإعلام العالمية التي اعتبر بعض منها النظام مصدر الخبر والمعلومة الوحيد في سوريا مثل وكالة روتيرز، وعلى الوجهة المقابل فأن إعلام المعارضة اتسم بضعف الخبرة والإمكانيات في ظل احتكار النظام للإعلام.

من جانبه أشار الكاتب والصحفي “عبسي سميسم”، إلى أن إعلام الثورة تطور خلال الخمس سنوات الماضية، إلا أن هذا التطور لم يفضِ لتشكيل هوية خاصة للوسيلة الإعلامية القادرة على التأثير في الجمهور.

وأضاف “سميسم” لراديو الكل، أن إعلام الثورة إعلام ناشئ غير قادر على المنافسة، كما أنه لا يعرف جمهوره المستهدف ولا يمتلك آليات لدراسة رسالته الإعلامية وكيفية إيصالها ومدى تأثيرها، لافتاً إلى أن تطور أدوات العمل الإعلامي من خلال صياغة الأخبار ونقلها، والتمييز بين الأنواع الصحفية.

وبيّن على معاناة وسائل الإعلام البديل من ضعف الإمكانيات المادية المقدمة من قبل المنظمات، في ظل عدم قدرة تلك الوسائل على تأمين مصادر تمويل ذاتية خاصة بها، مؤكداً في السياق أن المنظمات الداعمة لا تتدخل في إملاء سياستها على وسائل الإعلام التي تقوم بدعمها.

وأوضح “سميسم” إلى عدم وجود رقابة أو قوانين أو ضوابط لعمل وسائل الإعلام البديل، وسط محاولة العمل على ميثاق شرف أخلاقي للإعلام خاص بهذه المؤسسات، منوهاً أن انتقال الصحفي من حالة الإنغلاق قبل الثورة إلى الإنفتاح بعدها، أدت إلى عدم تمييزه بين حرية الإعلام وبين إمكانية ارتكابه خطأ أخلاقي أو جريمة جنائية من خلال مادة صحفية.

ودعا الكاتب والصحفي في ختام حديثه إلى ضرورة تغيير التعامل مع المشاريع الإعلامية، وأن يكون الدعم مؤلف من شقين، قسم مادي، وآخر تدريبي لتحسين المستوى التحريري، والتدريب على بناء مؤسسة إعلامية ذات هوية قادرة على تحديد جمهورها وكيفية التوجه إليه والتأثير فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى