أحزاب كردية تعلن فيدرالية شمالي سوريا.. والمعارضة والنظام يرفضان

معلومات تداولها ناشطون عن نية أحزاب كردية وعلى رأسها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إعلان فيدرالية في مناطق سيطرتها شمالي سوريا، وذلك على خلفية دعوتها لاجتماع في مدينة الرميلان في ريف الحسكة بدأ أمس الأربعاء، إلا أن هذه المعلومات ما لبثت أن تأكدت اليوم الخميس وخاصة بعد صدور تصريحات عن مسؤولين في حزب الاتحاد الديمقراطي لوسائل إعلامية من بينها وكالة فرانس برس.

 

حيث نقلت الوكالة عن “سيهانوك ديبو”، مستشار ما يسمى الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي قوله: “تم إقرار النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا” والتي يطلقون عليها اسم ” روج آفا”، مشيراً إلى أنه “تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك”.

 

وأشارت المصادر إلى المناطق المعنية في النظام الفيدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، وهي كوباني/ عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وعفرين الواقعة بريف حلب الشمالي الغربي، و الجزيرة في الحسكة، إضافة إلى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية أخيراً، خصوصاً في محافظتي الحسكة والرقة شمال شرقي سوريا، و في ريف حلب الشمالي.

 

إلا أن هذه الفيدرالية سبق وأن رفضتها المعارضة السورية عبر تصريحات لأعضاء في الهيئة العليا للمفاوضات، كما حذر الائتلاف السوري المعارض في بيان صادر عنه اليوم من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري، مشيراً إلى أن مبادئ الثورة السورية تقوم على ضرورة التخلص من الاستبداد وإقامة دولة مدنية تعددية ديمقراطية تحفظ حقوق جميع السوريين على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم.

 

كما أكد أن تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو فدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده، أو جزء من الشعب، أو حزب أو فئة أو تيار، وإنما سيتقرر ذلك بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد، ثم من خلال الاستفتاء الشعبي.

 

كما صرّح النظام أن إعلان الدولة الكردية في الشمال “لا قيمة له”، وعلى الرغم من دعم الولايات المتحدة للوحدات الكردية التي تراها أنا اثبتت فاعلية في قتال تنظيم داعش، إلا أن واشنطن أعلنت أمس الأربعاء أنها “لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سوريا”، كما جددت تركيا معارضة لإقامة أي كيان جديد في سوريا مع حدودها الجنوبية، وأك مسؤول تركي أنه لا يمكن اتخاذ خطوات منفردة على أسس عرقية.

 

وفي السياق، اعتبر ناشطون من أبناء مدينة الحسكة وآخرين من تيارات كردية معارضة لحزب الاتحاد الديمقراطي أن هذا الإعلان ماهو إلا كرد على عدم دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى مفاوضات جنيف، وما هو إلا محاولة جديدة من موسكو لتعطيل المفاوضات.

 

وفي هذا الصدد قال “عبد الحميد تمو” عضو الائتلاف  السوري المعارض، والممثل عن المجلس الوطني الكردي فيه، أن حزب الإتحاد الديمقراطي والأحزاب والشخصيات المتحالفة معه من المكونات الآخرى عندما لم تدعَ إلى جنيف “2” أعلنت (الإدارة الذاتية)، وعندما لم تدعَ إلى مؤتمر الرياض أعلنت (مجموعة قوات سوريا الديمقراطية)، وعندما لم يقدم لها دعوة حالياً لمؤتمر جنيف “3” أعلنت ما يسمى بالـ (الفيدرالية).

وأضاف “تمو” لراديو الكل، أن هذه الفيدرالية وهمية وليست أكثر من ضجة إعلامية، في ظل وجود النظام الحاكم الفعلي في المناطق التي أعلنت عنها الفيدرالية بالقامشلي والحكسة، مشيراً إلى أن المكونات المتواجدة مع حزب الإتحاد الديمقراطي من الإتحاد السرياني “السوتور”، والعشائر العربية الآخرى، جميعهم يقعون في دائرة واحدة، دائرة نظام الأسد.

 

ولفت إلى أن البيان الذي أصدره الإئتلاف في هذا السياق واقعي جداً لأنه لا يمكن لأي فصيل بمفرده أن يعلن شيء يحدد خلاله شكل الدولة السورية، متوقعاً أن يصدر المجلس الوطني الكردي بياناً خلال الساعات القادمة يوضح فيه ما جرى.

 

وأكد “تمو” أن مشروع الفيدرالية منذ البداية مخطط (روسي – إيراني)، في حين لا تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بهذه المشاريع السياسية لأنها غير قانوينة، كذلك تتعامل أميركا مع قوات سوريا الديمقراطية على أنها جنود مرتزقة لمحاربة داعش ليس إلا.

 

وأوضح في ختام حديثه إلى أن الإعلان عن الفيدرالية لن يكون له أي تأثير على محادثات جنيف، لأن المفاوضات محصورة بين طرفين المعارضة والنظام، وأن الأطراف التي أعلنت عن الفيدرالية هي جزء من النظام، وستلتزم بالقرارات الدولية في حال موافقة النظام عليها، بما يخص تشكيل هيئة حكم انتقالي وتسليم السلطة للمعارضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى