عودة الحصار لحي الوعر بعد تعثر ملف المعتقلين

حوصر الحي الذي كان ملاذاً آمنا لأكثر من 500 ألف شخصاً، جلهم من أحياء حمص القديمة لما يقارب العامين والنصف، وبعد كثير من المفاوضات تم إبرام هدنة برعاية أممية في شهر كانون الثاني من عام 2015 وتضمنت الهدنة ثلاث مراحل رئيسية تتلخص المرحلة الأولى بوقف إطلاق النار بين الجانبين لمدة 10 أيام، وخروج من أراد من المدنيين والمسلحين مع سلاحهم الخفيف، وتسهيل عمل هيئات الإغاثة داخل الحي.

أما المرحلة الثانية فيتم فيها تسليم خرائط الألغام وجمع السلاح المتوسط، وإطلاق سراح معتقلين الذين يحتجزهم النظام، وعودة النازحين إلى الحي، أما المرحلة الثالثة فتقضي بخروج دفعة من الراغبين في الخروج إلى شمال سوريا.

ولكن النظام المراوغ رفض تطبيق البند الثاني والمتضمن إطلاق سراح المعتقلين، الأمر الذي رفضته لجنة  مفاوضات حي الوعر، فكان الرد إطباق الحصار على الحي بقطع الطرقات وذلك بتاريخ 12 آذار من العام الجاري على أكثر من 100 مدنياً يقطنونه اليوم ، و منذ 4 أيام قام بقطع الكهرباء بشكل تام، ما أثر بشكل كبير على المدنيين خاصة المرضى.

وفي هذا الصدد أشار الناشط الإعلامي “بيبرس التلاوي”، إلى إغلاق النظام جميع الطرق المؤدية من وإلى حي الوعر منذ 10 أيام، وذلك بعد رفض الحي التنازل عن بند إطلاق سراح المعتقلين ضمن الهدنة المبرمة بين لجنة الحي والنظام.

ولفت “التلاوي” لراديو الكل، إلى قيام النظام أيضاً بقطع التيار الكهربائي عن الحي بشكل كامل منذ 4 أيام، كما منع إدخال المواد الغذائية والمحروقات واحتياجات الناس اليومية، ونوّه أن انقطاع المحروقات خلف أزمة حقيقية داخل مشفى “البر”، حيث يتواجد قسم خاص لغسل الكلى والذي يحتاج أما للكهرباء أو لمحروقات لتشغيل “مولدات” الكهرباء البديلة.

وأوضح أن النظام يسمح للطلاب والمعلمين وموظفي القطاع العام من الخروج والدخول من الحي، فيما يمنع موظفو القطاع الخاص من ذلك، وأكد “التلاوي” أن النظام يمنع الفئات التي تخرج من الحي من الإستفادة من إدخال بعض المواد، حيث يتعرضون للتفتيش على الحواجز.

وأشار إلى أن المواد الغذائية تعتبر مفقودة في الحي، من خبز وحليب أطفال حديثي الولادة وغيرها، وفي حال توافر بعض المواد يكون أسعارها مرتفعة جداً، منوهاً ان النظام كان يسمح فقط بإدخال بعض المواد للإستهلاك اليومي وليس للإدخار، كذلك منع دخول المواد الطبية.

وبيّن الناشط الإعلامي على إصرار أهالي الحي على تنفيذ بند المعتقلين والذي حاول النظام التملص منه، حيث خرج الأهالي بمظاهرات أكدوا على عدم تنازلهم عن ملف المعتقلين، واعتبر “التلاوي” أن الأمم المتحدة الراعية للهدنة متواطئة مع النظام، فهي غير قادرة أن تضغط على النظام او تفرض عليه شيء على الرغم من علمها بالخروقات التي يقوم بها.

وأكد ختاماً أن الحصار الحالي أكثر شدة من الحصار السابق، لأن النظام يحاول الضغط بإتجاه ملف المعتقلين ثاني بنود الإتفاقية، والذي حاول تجاوزه بالقفز إلى البند الثالث.

زر الذهاب إلى الأعلى