النظام يعرقل المفاوضات.. والمعارضة تصر على هيئة الحكم الانتقالي

مخاوف من فشل مفاوضات جنيف، بدت واضحة على العلن، بعد تصريحات أدلى بها المبعوث الدولي إلى سوريا، “ستيفان دي ميستورا”، عبّر خلالها عن قلقه من بطء التقدم في مباحثات السلام، محذراً من أنه بدون البدء في حوار بشأن الانتقال السياسي سيكون من الصعب الحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية وتسليم المساعدات.

تحذيرات”دي ميستورا” هذه جاءت خلال تصريحات له عقب مباحثات أجراها مع رئيس وفد النظام الجعفري أول أمس الاثنين، قال فيها إن الجعفري أبلغه بأن من المبكر جداً مناقشة الانتقال السياسي.

المبعوث الدولي طالب “الجعفري” بأن يكون واقعياً في طرحه لضمان تحقيق تقدم على الأرض” محذراً من أن رفض النظام الدخول في حوار حول الانتقال السياسي قد يسهم في فشل المفاوضات، لكنه، لفت من جانب آخر إلى أن المحادثات الروسية الأميركية متواصلة بهدف تحقيق تقدم في جنيف.

وكان “الجعفري” قد قال خلال مؤتمر صحفي بالأمس بأن مصير الرئيس بشار الأسد ليس جزءاً من المفاوضات مع المعارضة، وأصر على أن جهود مكافحة الإرهاب لا تزال تمثل الأولوية بالنسبة لدمشق.

“الجعفري” قال أيضاً أن الحديث “بشأن مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد عليه لأن هذا الموضوع ليس موضع نقاش ولم يرد في أي ورقة وليس جزءا من أدبيات هذا الحوار” على حد تعبيره.
وأضاف أنه لم يحدث تقدم يذكر، متهماً الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة بالتقاعس عن الرد على ورقة الحكومة بشأن المبادئ الأساسية.

بدورها، اتهمت المعارضة، وفد النظام بإضاعة الوقت بعد رفضه مناقشة مستقبل الأسد، وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط”:”لا يمكن الانتظار بهذه الطريقة في وقت يضيع فيه وفد النظام الوقت دون إنجاز شيء”، “المسلط” أمل بأن تكون هناك جهود وضغوط لتحريك هذه العملية وأن يكون هناك نتيجة في اقرب وقت ممكن.

“مصير الأسد ” الذي سبق وأن فشلت جولات سابقة من المفاوضات بين المعارضة والنظام حوله، قد يتسبب أيضاً بفشل الجولة هذه، خاصة أن المعارضة تصر على موقفها من عدم وجود أي دور للأسد ورموز نظامه في الحكومة الانتقالية.

لكن تلويح الولايات المتحدة لموسكو والنظام من ان يتم اختبار صبرها حول ذلك، كما أن أنباء نقلتها وكالة “سبوتنك” الروسية للأنباء عن رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن في البرلمان، فيكتور أوزيروف، قوله إن موسكو لا تعتبر الأساس في عملية التسوية هو الحفاظ على بشار الأسد رئيساً، بل العمل على مصلحة الشعب السوري، قد تعزز فرص نجاح مفاوضات جنيف، فيما لو طبقت موسكو هذه الأقوال إلى أفعال.
وفي هذا الصدد اعتبر الدكتور “أسامة الملوحي” رئيس هيئة الإنقاذ السورية، أن مفاوضات جنيف الحالية ولدت “ميتة”، مشيراً إلى أن وفد النظام جميعه من المخابرات ومفروض عليه خطوط لا يمكنه أن يتجاوزها أثناء التفاوض، وهو يريد إلقاء التبعة على المعارضة في إفشال الحل السياسي.
وأضاف “الملوحي” لراديو الكل، أن المعارضة تحاول نزع هذه الذريعة، ولفت إلى أن وفد المعارضة ليس أمامه سوى التفاوض على أن بشار الأسد ليس له دور في أي تسوية سياسية قادمة، سواء في المرحلة الإنتقالية أو التمهيدية أو الدائمة، وهذا ما يعطي للمفاوضات قيمة.
وبيّن أن وفد المعارضة خلال المفاوضات يسعى إلى الوصول لنقطة أساسية تتمثل رحيل الأسد، في حين يقوم وفد النظام بالكذب والمراوغة من خلال طرح قضايا كإستعادة الجولان، مؤكداً على ضرورة نقل هذا الملف إلى مجلس الأمن بأن النظام مخابراتي ولا يلتزم بالمواثيق والعهود لإتخاذ إجراء ضد الأسد.

وأوضح “الملوحي” أن النظام يخشى من تخلي الروس عنه، لأنه في حال سحبت روسيا الغطاء السياسي عن الأسد، وسحبت طائراتها من سوريا بشكل حقيقي فإن النظام سينهار، ولفت في ختام حديثه إلى أن موقف الإدارة الأمريكية حيال الحرب في سوريا يزداد نفاقاً مع اقتراب الإنتخابات الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى