حالات سوء تغذية نتيجة حصار الرستن بريف حمص

مئة ألف شخص أو أكثر قليلا، ليسوا أرقاما نمر عليها مرور الكرام خاصة اذا كان الحديث عن كارثة إنسانية مرتقبة قد تحل بهم نتيجة لحصار، حصار تسللت من خلاله مخالب الجوع لتفتك  بالعديد من الأرواح ، يبسط جبروته اليوم على مدينة الرستن شمالي حمص، ليهدد الكثير من العيون باغلاقها أبديا، بعدما تحول رغيف الخبز و علبة الدواء لحلم.

حوصرت مدينة الرستن حصار جزئيا من قبل قوات النظام اثر تحريرها بشكل كامل في عام 2012 ، خلال هذه الأعوام عانى أهاليها نتيجة سوء الوضع المعيشي و انقطاع الماء و الكهرباء و لكنهم استطاعوا الصمود لقدرتهم على ادخال بعض المواد، و لكن بعد اندلاع معارك ريف حماه الجنوبي وإحكام الحصار على ريف حمص الشمالي، دخلت أكبر مدن هذا الريف من ناحية التعداد السكاني في حالة مزرية وسط صمت تام من مختلف الجهات الدولية وجهات المعارضة، الامر الذي دعا نشطاء المدينة يطلقون حملة باسم “صرخة حصار” للفت الأنظار تجاه المأساة المحيطة بمدينتهم وعن صدى هذه الحملة يحدثنا أحد القائمين عليها “الناشط الإعلامي” يعرب الدالي، حيث أشار إلى أن الحملة بدأت عن طريق مجموعة من الناشطين الإعلاميين، وفي مجال التوثيق الحقوقي والنشاطات الآخرى، من خلال تقارير ومواد إعلامية سلطت الضوء خلالها على الواقع المعيشي في الرستن.

ورغم الضخ الإعلامي الكبير الذي حصل إلا أن الرستن لا تزال مغيبة ولم تدخلها حتى الآن مساعدات غذائية أو طبية، ولفت “الدالي” لراديو الكل، بعدم تجاوب أي منظمة أو هيئة إغاثية، بإستثناء منظمتين قدمتا الخبز على مرتين لسكان المدينة.

وفي الوقت الذي يتماهل فيه المجتمع الدولي في إدخال المساعدات التي من المفترض إيصالها للمناطق المحاصرة يعاني الأهالي من نفاذ  المواد الغذائية و الطبية بشكل شبه كامل وان تواجدت فهي بأسعار تفوق قدرتهم.

وأوضح الناشط الإعلامي أن الوضع المعيشي في الرستن يزداد سوءاً مع ارتفاع أسعار المواد ونفادها، حتى افتقرت المدينة لجميع مقومات الحياة بإستثناء بعض الخضراوت التي تنتج محلياً من قبل المزارعين، والتي تكون أسعارها مرتفعة أيضاً في ظل عدم امتلاك المدنيين القدرة الشرائية.

وبيّن “الدالي” إلى حاجة المدينة الملّحة لرغيف الخبز وأدوات انتاجه من طحين وخميرة ومحروقات لتشغيل الأفران، إضافة إلى المواد الأولية في إعداد الطعام، كذلك فإن المدينة تحتاج طبياً إلى المضادات الحيوية ومعدات العمل الجراحي وأجهزة التصوير وأجهزة تثبت العظم في حالات الكسور، إلى جانب أدوية الأمراض المزمنة مثل السرطان والسل.

ولفت في ختام حديثه إلى وجود العديد من حالات سوء التغذية في المدينة، خاصة عند الأطفال الذين لم يتلقوا الغذاء الكافي، حيث يتواجد جيل كامل من أصل العدد الإجمالي للأطفال البالغ 12 ألف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى