آخر أطباء الزبداني شهيداً برصاص ميليشيا حزب الله.. ومشفى المدينة بلا معالج

ودعت مدينة الزبداني قبل يومين آخر أطبائها؛ “الدكتور محمد يوسف الخوص”، وذلك بعد تعرضه لرصاص ميليشيا حزب الله برفقة اثنين من أبناء المنطقة، هما العقيد الطيار المنشق “عبد الكريم علوش” وأحد عناصر الدفاع المدني.

ويعتبر الدكتور “الخوص” أحد أبرز رجالات المدينة عطاء وإنسانية، وهو الطبيب الوحيد الذي بقي في الزبداني من أصل مئة وثلاثين من أطباء المدينة خرجوا تباعاً تحت ضغط النظام وملاحقته لهم، بدأ العمل مع الهيئة الطبية منذ تأسيسها قبل أربع سنوات، وكان له دور كبير في إنجاح واستمرارية العمل الطبي رغم الحصار وآلة الحرب.

مدير المشفى الميداني في الزبداني “عامر برهان” نعى رفيق دربه الدكتور “محمد الخوص” لافتاً إلى التضييق الذي تعرض له وعائلته من قبل قوات النظام، وأضاف إلى أن “الخوص” صاحب الـ 70 عام والحاصل على شهادته من ألمانيا، آبى أن يخرج من المدينة ليواصل عمله كطبيب جراح، حيث كان أول طبيب في هذا الإختصاص عندما تأسست الهيئة الطبية في الزبداني.

الدكتور الخوص الذي أنقذ على مدى السنوات الأربع مئات الأرواح، وفضل البقاء في مدينته لمساعدة المصابين والجرحى؛ وضع رحيله العاملين في المشفى الميداني في حيرة وعجز عن التعامل مع أي إصابة تستدعي تدخلاً جراحياً، وسط إمكانيات المشفى المتواضعة وغياب الكادر الطبي.

وأوضح برهان بأن المنطقة التي استشهد فيها الدكتور الخوص لم يسبق وأن تعرض قناصتها لأحد من المارة، وهو ما يؤكد سياسة النظام في استهداف الكوادر الطبية التي يرى فيها خطراً حقيقياً عليه، منوهاً إلى أن قنص الطبيب كان بشكل مقصود، مذكراً بقيام الطيران الجوي سابقاً بإستهداف المشفى الميداني كأول موقع لقصفه في المنطقة، ما يوضح سياسة ضرب المنشآت الطبية.

يد الغدر التي اغتالت الدكتور الخوص طالت كذلك العقيد الطيار “عبد الكريم علوش”، الذي انشق عن النظام بعد بداية الثورة السلمية بحوالي 4 أشهر في المدينة، ليصبح بعدها العقل المدبر للخطط العسكرية بعد أن تحولت إلى العسكرة.

العقيد علوش؛ لم تغفر له مشاركته في الدفاع عن لبنان عام ألف وتسعمئة واثنين وثمانين وهو يحلق بطائرته، بل كان رد الجميل له بقنصه وتهجير عائلته كما تحدث الناشط الميداني “عماد باصيل”، والذي أشار إلى تمسك العقيد علوش بالثورة رغم إصابته أربع مرات.

ويؤكد باصيل على الترحيب الذي حظي به الذين أعلنوا انشقاقهم عن النظام، لافتاً إلى من بينهم عناصر من مناطق حماة، إدلب، دير الزور واللاذقية.

هكذا إذاً ودعت الزبداني اثنين من أبرز رجالاتها، الدكتور “محمد الخوص” صاحب الأيادي البيضاء، والعقيد الطيار “عبد الكريم علوش”، فيما يبدو أنه تمرين جديد مستحق على الحرية، والتي يؤكد أحرار الزبداني أن ما من أحد سيكسر إرادتهم لنيلها، وبأنهم ماضين في ثورتهم حتى حسم الجولة ضد الاستبداد..فصلاً بفصل.. وموقعة بموقعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى