كيف ساهمت القوات الروسية في استعادة النظام مدينة تدمر؟

عادت الأحداث الميدانية في سوريا إلى واجهة الأحداث بقوة خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تجلت بالمعارك العنيفة والشرسة بين قوات النظام والمليشيات المساندة لها وبتغطية من الطيران الروسي من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى في ريف حمص الشرقي، حيث كانت وجهة قوات النظام نحو تدمر والبادية السورية والتي تعتبر من المعاقل المهمة لداعش في سوريا، والتي انتهت يوم أمس بإعلان قوات النظام بطرد التنظيم منها واستعادة تدمر بالكامل.

محللون رأوا أن إصرار النظام على استرجاع تدمر يمكن تفسيره في اتجاهين، الأول سياسياً وأمام الرأي العام العالمي بأن النظام لايزال يحارب التنظيمات الإرهابية في سوريا وتنظيم داعش الذي أنشا لأجله التحالف الدولي ليكون النظام بذلك كسب ورقة رابحة في جولة المفاوضات القادمة، أما الاتجاه الأخر فيفسر على أن النظام استغل موضوع الهدنة وبرود العديد من الجبهات وبالتالي تركيز قواته على منطقة تدمر لتحقيق نصر بمساندة الطيران الروسي الذي أعلن الرئيس الروسي بشكل مفاجأ انسحابه من سوريا.

وعلى الرغم من إعلان موسكو عن الانسحاب من سوريا، إلا أن هناك تقارير إعلامية تحدثت بها وسائل إعلامية روسية عن أنه لا تزال توجد في سوريا وحدة قوات خاصة تساند قوات النظام في معاركها، حيث تقوم هذه القوات الخاصة بأعمال استطلاع تكميلية لتحديد الأهداف التي يقصفها الطيران الروسي وتشارك في إرشاد الطائرات لأهداف في المناطق المعزولة إلى جانب مهام خاصة أخرى.

وبحسب الجيش الروسي فإن المستشارين العسكريين يعملون في سوريا على كل المستويات بما فيها التقنية ويساعدون قوات النظام في تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية.

وفي هذا المحور قال العميد الركن “أحمد رحال” المحلل العسكري والاستراتيجي، أن القوات الروسية والإيرانية ومليشيات حزب الله هي التي سيطرت على مدينة تدمر وليس نظام الأسد، وأشار إلى مشاركة الطائرات والحوامات الروسية وفوجين من القوات الخاصة والمدفعية، وقوات الإشارة والتشويش الروسية.

وأضاف “رحال” في تصريحات لراديو الكل، بأن روسيا تحاول أن تقدم النظام للعالم على أنه شريك في الحرب على الإرهاب بهدف تعويم الأسد، واستبعد أن يكون هناك عملية استلام وتسليم بين داعش والنظام، مؤكداُ على اندلاع معارك حقيقية، كون مدينة تدمر تشكل خط دفاع الأول لداعش عن الرقة ودير الزور والسخنة، مضيفاُ أن التنظيم لا يمكن أن يطيح بمشروعه بالمنطقة كرمى لنظام الأسد.

واعتبر المحلل العسكري والاستراتيجي أن سوريا تشكل لروسيا ورقة سياسية تساوم عليها خارجياً، لافتاً أن الإنسحاب الروسي عبارة عن مناورة عسكرية وتكتيكة وسياسية، حيث نقلت روسيا طائراتها من قاعدة حميميم إلى مطاري الضبعة والشعيرات، كما أنها زادت من قواتها الأرضية عبر سفن الإنزال.

وتوقع “رحال” في ختام حديثه أن تتركز الأعمال العسكرية خلال الـ 10 أيام القادمة باتجاه مدينتي القريتين والسخنة في محاولة من النظام لتأمين تدمر، منوهاً في السياق إلى أن الظروف مواتية نحو دير الزور، كما أن المنطق العسكري يقول إمكانية العمل نحو الرقة، مؤكداً أن القرار سيكون من غرفة علميات حميميم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى