أطباء في حلب يحجبون الثقة عن الهلال الأحمر.. والمنظمة تؤكد عدم التحيز

راديو – الكل 

تلاحق اتهامات التحيز بتوزيع المعونات منظمة الهلال الأحمر في الكثير من المناطق السورية، وآخر اتهام واجهها من هذا النوع كان من مديرية صحة حلب الحرة والتي أصدرت بياناً حجبت بموجبه الثقة عن منظمة الهلال الاحمر، ورفضت بشكل قاطع التعامل معها ضمن جميع المنشآت الطبية العاملة في حلب.

وأهاب البيان بالعاملين في الحقل الطبي في المنظمة الخروج منها باستقالات فورية إلى أن يثبت حياديتها في العمل الإنساني وعدم تنفيذها أجندة سياسية.

جاء هذا البيان اعتراضاً على ما اعتبرته مديرية الصحة تنفيذ المنظمة أجندات سياسية خاصة في عملها وعدم حياديتها وعملها بشكل يتنافى مع المبادئ الأساسية لعمل المنظمات الاغاثية الإنسانية الحكومية وغير الحكومية، كما اتهم البيان المنظمة باستخدام ملف اللقاح في سبيل ذلك رغم أن الكميات المنقولة عن طريقها من اللقاح تمثل حوالي 5 إلى 15 % من الاحتياج الحقيقي للأطفال في مناطق سيطرة المعارضة.

ويحدثنا مدير صحة حلب الدكتور “ياسر درويش” عن سبب اتهام المنظمة بالتعامل مع النظام بالقول، أن الهلال الأحمر العربي السوري إحدى المنظمات التي تعمل داخل مناطق المعارضة، إلا أن هناك بعض الملاحظات عليها، حيث تقوم بتطبيق سياسات النظام ولا تلتزم بالعمل الحيادي.

ولفت إلى عدم وصول فرق الهلال الاحمر إلى المناطق الأكثر حاجة للمساعدات وعلى رأسها المناطق المحاصرة، في حين تركز عملها على مناطق استراتيجية خاضعة لسيطرة النظام.

وأوضح ارتباط الهلال الأحمر بالنظام حيث تقوم بالترويج له وتعمل على إعادة المركزية للمساعدات الدولية المقدمة للشعب السوري في مناطق المعارضة، بحيث يظهر النظام بأنه قادر على الوصول لمناطق المعارضة.

وبيّن “درويش” على عدم تقديم الهلال الأحمر المواد النوعية لمناطق المعارضة، مؤكداً أن جميع المواد التي دخلت للمناطق المحاصرة جاءت بعد مناشدات الأهالي والناشطين بوقوع وفيات وكارثة إنسانية، من قبل المنظمات الدولية، فيما لم يقم الهلال الأحمر بإدخال المواد إلى تلك المواد بمفرده.

وأضاف أن الهلال الأحمر لم يدخل سوى القليل من المواد، حيث أن معظم المواد تقوم بتأمينها المنظمات الدولية عبر الحدود، كذلك فان الهلال لم يقدم أكثر من نسبة 10% من احتياجات مناطق المعارضة للقاح، وأكد مدير صحة حلب أنهم اتهموا فقط رأس منظمة الهلال الأحمر السوري.

وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الهلال الأحمر مثل هذه الاتهامات، حيث اتهمها قبل ذلك ناشطون في الغوطة الشرقية بالتواطؤ مع النظام.

وواجهت المنظمة قبل ذلك أيضاً اتهامات من حلب بالتحيز فندتها وردت عليها واعتبرتها بأنها باطلة تؤثر على عمل المنظمة وأدائها وقدرتها على العطاء، مردها إلى عدم المعرفة بالمبادئ التي تحكم عمل المنظمة أو الجهل بالأسس الصحيحة لآليات العمل أوعدم معرفة القوانين والأنظمة الخاصة و المرجعيات التي تتبع بها.

وتؤكد منظمة الهلال الأحمر أنها منظمة إنسانية مستقلة محايدة، وهي جزء من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والتي تحكم عملها المبادئ السبعة ( الإنسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلالية و الخدمة التطوعية والوحدة والعالمية) وهي ليست تابعة لأي جهة حكومية.

وليس الهلال الأحمر فحسب بل إن مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور كان قد اتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالهروب من المسؤولية ومحاولة للقول أنها أدت ما عليها تجاه 183 ألف محاصر اعترفت بهم في دير الزور، إضافة لمحاولة ترك المدنيين يواجهون مصيرهم بأنفسهم.

بالنهاية فإن آلية عمل كل من منظمتي الهلال والصليب الأحمر يفرض عليهما ادخال مساعدات للمناطق الموالية للنظام والمعارضة له معاً، وهما يتعاونان مع أطراف أممية لتحصيل موافقات من أطراف الصراع المختلفة لادخال المعونات، وغالباً ما يفشل الضغط الأممي على النظام لادخال المساعدات، فتصبح المنظمتين كما لو أنهما أداة بيد النظام، فهو يسمح لها بإدخال المساعدات لمن يريد ويمنعها عن ادخال لجهات أخرى وهذا الضغط يتسبب بأخذ صورة نمطية عن المنظمات الانسانية تخالف مبادئها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى