صاروخ أرض أرض يخرق هدنة حي الوعر.. والوضع الطبي ينذر بكارثة إنسانية
صاروخ واحد كان كفيلاً بانهاء هدنة حي الوعر بحمص، الهدنة التي أبرمت برعاية أممية في نهاية العام الماضي بعد اكثر من عامين على حصار الحي الذي يقطنه ما يقارب ال 80 ألف نسمة ، فكانت النتيجة ارتقاء 3 أشخاص وجرح العديد اغلبهم من النساء والأطفال.
وجاء هذا الاستهداف للضغط على لجنة مفاوضات الحي والأهالي، إثر رفض النظام البند الثاني من بنود الهدنة والذي ينص على اطلاق سراح المعتقلين وتحديد مصيرهم، فكان هذا الصاروخ كفيلا بانهاء أحلام الأهالي بلقاء أبنائهم المعتقلين، وادخالهم في حالة انتظار مرير لا أفق له من جديد.
وأشار الناطق باسم مركز حمص الإعلامي “محمد السباعي”، إلى أن هذا الخرق يعد الأكبر بعد توقيع الهدنة بين النظام ولجنة الحي، حيث تم الإستهداف المدنيين بشكل مباشر.
ولفت إلى الوضع السيء داخل مشافي الحي التي تفتقد للمحروقات والأدوية الطبية، على الرغم من الوعود المقدمة من وفود اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة بإدخال تلك المواد للحي، مؤكداً أن نقص الأدوية أدى إلى زيادة وضع المصابين سوءاً.
وأفاد “السباعي” لراديو الكل، بالحاجة الماسة للأدوية الإسعافية، حيث أن قوات النظام التي تحاصر الحي بشكل مطبق منذ شهر، منعت إدخال تلك المواد وسيارات الإغاثة.
وفي السياق نفسه، أوضح الطبيب الميداني “أبو المجد الحمصي”، على النقص الحاد في المواد الإسعافية والجراحية من أكياس الدم والسيروم والشاش، التي يمنع النظام إدخالها منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، على الرغم من جميع المناشدات للأمم المتحدة، منوهاً أن النظام سمح بإدخال الأدوية المزمنة والحادة واللقاحات.
ولفت إلى أن انقطاع الكهرباء والمحروقات أدت إلى مشاكل صحية في مشافي الحي، تحديداً أثناء الولادة ما تسبب بوفاة 4 حالات، فيما يعاني مرضى قصور الكلى من مضاعفات بسبب توقف جلسات الغسيل، التي تؤدي في نهاية المطاف للوفاة.
ولم تكن الانتهاكات الخاصة باستخدام الأسلحة الثقيلة وعدم اخراج المعتقلين الوحيدة التي خرقت الهدنة،اذ منع النظام منذ عدة أسابيع ادخال المواد الغذائية والطبية بهدف الضغط على لجنة الحي للتنازل عن شرط اخراج المعتقلين إلا أن هذه الضغوط لم تثن اللجنة ولا أهالي الحي عن التمسك بحرية أبنائهم و بناتهم حسبما أفاد به “السباعي”.
وأكد الناطق باسم مركز حمص الإعلامي في ختام حديثه أن الهدنة لم نفشل حتى الآن إلا أنه تم تعليقها، مشيراً إلى حجم الكارثة الإنسانية التي تنتظر الحي في حال استمر صمت العالم عن انتهاكات النظام رغم التواصل المستمر مع مكاتب الأمم المتحدة و اطلاعهم على ما يجري في الحي.