ما العوامل التي ساعدت في تقدم الثوار المتسارع بريف حلب الشمالي؟

سيطر الثوار خلال الأيام الماضية بعد معارك كر وفر مع تنظيم داعش، على عدة بلدات وقرى في ريف حلب الشمالي، وصولاً إلى محيط بلدة الراعي، التي تعتبر من أكبر معاقل التنظيم والواقعة بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا.

 

حيث أسفرت الإشتباكات المندلعة منذ يومين على سيطرة الثوار على قرى “الشعبانية والراغبية وتل أحمر” الواقعة بالقرب من بلدة الراعي، فيما تدور اشتباكات على جبهات أخرى في محيط الطوقلي التي تناوب الثوار والتنظيم على السيطرة عليها منذ أسبوعين وحتى الآن، ويأتي تقدم الثوار هذا في ظل الهدنة المبرمة مع قوات النظام والتي استثنت تنظيم داعش وجبهة النصرة.

 

مصادر أكدت ان تقدم الثوار هذا من شأنه ان يعزز من سيطرة الثوار على الجزء الشمالي من ريف حلب الشمالي ويطرد التنظيم من محيط مدينة مارع فيما لو تمكنوا توسيع السيطرة جنوباً، وبالتالي فك حصار جزئي على المدينة من الجهة الشرقية حيث يتواجد التنظيم، في حين انها تحاصر من الجنوب من قبل النظام ومن الغرب من قبل الوحدات الكردية.

 

مصادر أكدت أن تقدم الثوار هذا يأتي بدعم تركي عبد استهداف مواقع تنظيم داعش بالمدفعية ، فيما شنت طائرات التحالف الدولي غارات على مواقع التنظيم في الريف الشمالي.

 

وتزامن التقدم هذا مع تقدم الثوار في ريف حلب الجنوبي ليفرضوا سيطرتهم على بلدة العيس وتلتها الاستراتجية ويطردوا قوات النظام والميليشات التي تسانده من هذه المناطق بعدما حاولت التقدم باتجاه اتستراد حلب – دمشق الدولي ، فيما تمكن الثوار بالأمس من اسقاط طائرة حربية للنظام في بلدة كفرة حلب بريف حلب الغربي كانت تشن غارات على بلدة العيس وتلتها، كما ألقوا القبض على الطيار.

 

التطورات العسكرية هذه تأتي قبيل أيام من موعد الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف، حيث حذرت المعارضة من انهيار الهدنة والمفاوضات بسبب ازدياد خرق الهدنة من قبل طيران النظام وارتكابه مجازر عديدة ولا سيما مجزرد دير العصافير التي راح ضحيتها اكثر من 35 مدنياً.

 

كما أن تطورات ريف حلب الشمالي تأتي في ظل الحديث عن زيادة القوات الامريكية من قواتها المتواجدة شمالي سوريا والتي قالت انها ما تزال تقوم بدور تدريبي على ما يبدو لقوات سوريا الديمقراطية، وتصريحات أخرى أفادت بقيام الجيش الأمريكي بقتال عناصر من المعارضة السورية، وفي ظل محاولة تقدم الوحادت الكردية في ريف حلب الشمالي واعلانها عن نيتها بدء معركة منبج، وهذا ما تعارضه تركيا بتقدم هذه الوحدات غربي الفرات.

وفي هذا المحور أشار العقيد “محمد الأحمد” الناطق العسكري باسم الجبهة الشامية، إلى أن تقدم الثوار المتسارع في ريف حلب الشمالي وصولاً إلى محيط بلدة الراعي، جاء بفضل عدة أسباب أهمها الإرادة القتالية لفصائل الجيش الحر وتغيير تكتيكها  العسكري، وقصف طيران التحالف الدولي والمدفعية التركية لمواقع التتظيم في المنطقة.

ولفت “الأحمد” في تصريحات لراديو الكل، إلى قلة العناصر البشرية للتنظيم في جبهات ريف حلب الشمالي حتى بات يزج أطفال غير مدربة في المعارك، مضيفاً أن معارك التنظيم في تدمر وبمحيط مطار السين العسكري وتل أبو الشامات أدى إلى تخلخل التنظيم.

وتوقع العميد أن يكون العمل القادم نحو بلدة الراعي عقب الزخم الهجومي في اليومين الماضيين، منوهاً إلى أهمية بلدة الراعي كونها مقر استراتيجي لداعش، وفي حال سيطرة الثوار عليها يتمكنون من التقدم نحو مناطق جرابلس والباب ومنبج، إلى جانب فك الحصار عن مدينة مارع من جهة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.

وأكد “الأحمد” في ختام حديثه أن المعارك على الأرض وتقدم الثوار الأخير في ريف حلب الجنوبي يعطي لوفد المعارضة أوراق إضافية في مفاوضات جنيف.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى