أمراض معوية تصيب الرضع في مخيم زيزون بعد فقدان حليب الأطفال

ترتفع أسعار مادة حليب الأطفال في مخيم زيزون بدرعا في حال وجودها، حيث يبلغ سعر العلبة الواحدة ما يقارب الـ 3 آلاف ليرة سورية، وهو رقم يفوق قدرة الأهالي الذين يعانون من ضيق ذات اليد نتيجة للبطالة، حسبما أفاد به الناشط الإعلامي “أبو محمد الحوراني”، وأضاف أن الأهالي في ريف درعا الغربي يعيشون على المعونات والإغاثات المقدمة من المنظمات الإنسانية، فيما يعمل عدد قليل منهم بالأراضي الزراعية.

وفي ظل فقدان حليب الأطفال، لجأ السكان إلى الحليب الحيواني الضار بالرضع في الأشهر الأولى من عمرهم، فكان سبباً في إصابة العديد منهم بأمراض معوية، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فأن السببين الرئيسيين للوفاة عند الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم هما: الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، وهو ما يضفي المزيد من الأهمية على ضرورة تأمين حليب الأطفال، ويؤكد “الحوراني” على حرمان الأطفال من عمر الشهر للستة أشهر من حليب الأطفال منذ أكثر من عام.

ونوّه إلى حجم المأساة في مخيم زيزون الذي يقطنه أكثر من 550 عائلة، حيث يعيش المخيم ظروفاً صعبة بسبب الإقتتال الناشب بين الفصائل بالمنطقة، مشيراً إلى جهود الإعلاميين الحثيثة للفت الانتباه اتجاه هذه الأزمة.

في ذات السياق قال الدكتور “بشار أحمد نرش” مدير القسم الإعلامي في منظمة أمل الإنسانية أن المنظمة أنجزت مشروع خاص بتوزيع حليب الأطفال الرضع في درعا بالتعاون مع هيئة حوران الإسلامية وبلغ عدد الأطفال المستفيدين أكثر من 1200 طفل، حيث وزعت 6300 عبوة على شكل 5 عبوات لكل طفل.

ووعد “النرش” بخطة كبيرة في عام 2016 سيتم خلالها توزيع حليب الأطفال على مختلف المناطق في محافظة درعا، مؤكداً أن التهديد الأمني والقصف المتكرر الأسباب الرئيسة في عرقلة المشروع.

وفي موازاة ذلك أكد مدير بنك حليب الأطفال في درعا “محمد عياش” أن أزمة الحليب قديمة جديدة في كامل الجنوب السوري، بسبب الحصار وعدم إمكانية دخول تلك المواد إلى المناطق.

وحسب احصائيات مديرية الصحة الحرة في درعا، هنالك أكثر من 17 ألف طفل بحاجة للحليب الخاص بهم ورغم الجهود المبذولة من قبلهم، إلا أنهم لم يستطيعوا حتى اليوم تلبية حاجة أكثر من 25 % من العدد الكلي، مشيراً إلى أبرز الصعوبات التي تواجه عملهم بالقول، إدارة المخيمات ما توالت معنا لحد الآن لتحدي عدد الأطفال المتجاتي لمادة الحليب.

 

 

وأشار “عياش إلى التواصل مع العديد المنظمات الدولية من بينها من “اليونيسيف” التي لم تتعاون بحجة أن المساعدات لا تقدم الحاجة الضرورية، كما يقدمه الإرضاع من حليب الأم.

أما بالنسبة لمخيم زيزون قال “عياش” أن بنك حليب الأطفال تواصل مع المخيم  لطلب إحصائيات لعدد الأطفال الرضع ولكنه لم يتلق أي رد، حيث لفت إلى الحاجة إلى معرفة التفصيل الدقيق لعدد الأطفال لكي يتعامل الفريق العامل على الأرض، واعداً بتقديم دفعة حليب إسعافية ريثما يتم إحصاء العدد الكلي للأطفال، من جهته أفاد مدير مخيم زيزون “أبو معاذ” بأن عدد الأطفال الرضع يتجاوز الـ 200 طفل داخل المخيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى