هل ستحمل مفاوضات جنيف المقبلة الجديد في طياتها؟

لا تزال عجلة الدبلوماسية تدور في أروقة الأمم المتحدة بخصوص الموضوع السوري، وسلسلة المفاوضات التي جرت في جنيف وجولاتها الأولى والثانية لإيجاد مخرج ينهي الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، حيث لا تزال المعارضة السورية تؤكد قبل بدء الجولة المقبلة على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بدون الأسد.

 

الهدنة وخروقاتها، والمعتقلين والمساعدات الإنسانية ملفات ساخنة على طاولة المفاوضات التي من المفترض أن تجري الجولة الثالثة منها في 13 من الشهر الحالي بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا، لكن يبقى موضوع الأسد وبقاءه وآلية البدء بالمرحلة الانتقالية مصدر الخلاف الأبرز بين الطرفين وبين الأطراف الدولية أيضاً.

 

رئيس الائتلاف الوطني المعارضة “أنس العبدة” قال أمس إن المعارضة السورية لن تقبل بأي حل سياسي يكون للأسد دور فيه، لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا.

 

تصريح العبدة جاء متزامناً مع مناشدته للمنظمات الإنسانية والدولية للعمل على فك الحصار عن المناطق المحاصرة في سوريا ولإيصال المساعدات الغذائية إليها، إضافة إلى إخراج الجرحى الذين تحاصرهم قوات النظام والمليشيات الموالية لها.

 

لكن وفي المقابل، يرى وفد النظام أن مناقشة مسألة مصير الأسد في مفاوضات جنيف أمر غير مقبول، وأن الأسد هو خط أحمر، وليس من حق أحد تقرير مصيره سوى الشعب السوري على حد تعبيرهم، وهذا ما تصرح به روسيا عبر دبلوماسيها بان الشعب وحده من يقرر مصير الأسد.

 

التطور اللافت في خطاب ديمستورا جاء أمس أيضاً، حيث صرح بان أعضاء فريقي العمل التابعين لمجموعة دعم سوريا راضون عما تفعله موسكو لمحاربة داعش في البلاد.

 

وأشار دي ميستورا إلى أن أعضاء الفريقين بحثوا أيضا مسألة مصادر تمويل “داعش”، لافتاً إلى أنه من الضروري قطع جميع الإمدادات، التي يحصل عبرها التنظيم على الدعم المالي”.

 

إذا النظام استطاع عبر معركة تدمر تغيير بعض الموازين فيما يخص الملف السوري، وأعاد إثبات وجوده للرأي العام العالمي بانه يحارب داعش الخطر الذي يهدد العالم، وأنه بنفس الوقت استطاع السيطرة على منطقة تعتبر من أهم المناطق في سوريا حضارياً وثقافياً.

 

وفي هذا الصدد قال “زكريا السقال” عضو الإئتلاف السوري المعارض، أن المسألة السورية أخذت طابع التعقيد، لافتاً إلى أن هدنة وقف الأعمال العدائية في سوريا خرقها النظام أكثر من مرة.

 

وأكد “السقال” في تصريحات لراديو الكل، على أن المعارضة مع الحل السياسي، الذي يجب أن يآخذ بعين الإعتبار أعوام الدماء والضحايا والمعتقلين، كذلك فأن الحل السياسي يجب أن يضمن للسوريين الإنتقال إلى دولة ذات حقوق.

 

وأشار عضو الإئتلاف إلى أن النظام مؤسس حقيقي للإرهاب، منوهاً إلى أن النظام نهايته قريبة، لكن في المقابل المعارضة ضعيفة وهذا أحدث توازن نوعاً ما.

 

وعرج في حديثه على استعادة النظام سيطرته على مدينة تدمر، حيث اعتبر أن هناك تقاسم وظيفي بين النظام وداعش بشكل مرضي عنه دولياُ، مؤكداً أن داعش انسحب من تدمر.

 

وبيّن “السقال” في ختام حديثه إلى أن المنطقة مقبلة على تطورات أما ستنتج وعي اجتماعي جديد، أو الدخول في مرحلة ظلامية بعد مرور 5 سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى