تفاقم الوضع الطبي في سهل الغاب بسبب خلو المنطقة من المشافي والنقاط الطبية

لا مشافي ميدانية ولا نقاط طبية في الأجزاء المحررة من سهل الغاب، هو العنوان العريض للمعاناة التي يعيشها ما تبقى من مدنيين وثوار الذين يضطرون إلى نقل جرحاهم ومرضاهم إلى ريف ادلب الجنوبي طلباً للعلاج رغم وعورة الطرقات، ويؤكد أحد أهالي المنطقة على خلو المنطقة من المشافي الميدانية حيث يضطر المصاب للتنقل نحو جبل الزاوية بريف إدلب عبر طرقات وعرة وطويلة، يمكن خلالها أن يلقى حتفه.

يقع سهل الغاب في الريف الغربي لمحافظة حماه و نظرا لكونه من النقاط الاستراتيجية تعرض لعدد كبير من العمليات العسكرية التي قسمته لنصفين الأول بيد النظام والآخر بيد الثوار فهو يشكل عقدة وصل بين محافظات إدلب واللاذقية وحماه.

وأهم المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار ابتداء من الشمال العامقية والقرقور والزياره وتل واسط وتل زجرم وبيت الراس، ومعظم سكان هذه المناطق نزح نتيجة الاشتباكات المستمرة، وبالانتقال إلى المناطق الجنوبيه من سهل الغاب المهدنة للنظام كالشريعه والتوينه والحويز، ولا زالت مأهولة بشكل كامل حسبما أفادنا مراسل راديو الكل في حماه أحمد المحمد، وأضاف أن النقاط الطبية المتواجدة حالياً بدائية جداً والكادر الطبي فيها عبارة عن متدربين على التمريض وليسوا ممرضين أو أطباء، حيث يقدمون بعض الإسعافات الأولية كتضميد الجروح وقطع النزيف.

ولفت إلى اضطرار المصابين والمرضى للتوجه من منطقة سهل الغاب إلى ريف إدلب الجنوبي، منوهاً إلى تجنب إشعال أضاءة السيارات ليلاً خوفاً من قصف طيران النظام، في حين يكون التنقل صباحاً أسهل عبر سيارة “بيك آب” مزودة بمواد إسعافية فقط.

وبيّن على ضعف الإمكانيات للمجالس المحلية في الشريعة والحويز والتوينة، ما يمنعها من إنشاء مشافي أو نقاط طبية، يضاف إلى ذلك التخوف من قصف الطيران الذي يستهدف بالمقاوم الأول المنشآت الطبية في المناطق المحررة.

وأوضح في معرض حديثه إلى إنشاء بعض الفصائل العسكرية نقاط طبية سرية غير معنلة في المناطق القريبة من الجبهات، إلا أن هذه النقاط تعاني من ضعف الخدمات والإمكانيات، وغير قادرة على تخديم الأهالي.

وأكد “المحمد” أن الخيار الوحيد أمام المدنيين المصابين أو المرضى الإنتقال نحو ريف إدلب الجنوبي لتلقي العلاج والسلة الطبية الإسعافية التي لا تضم أدوية نوعية أو فعّالة، لافتاً إلى عدم تواجد الأطباء المختصين في نقاط الريف الجنوبي، حيث تحتاج بعض الحالات الخطرة إلى التنقل نحو خارج البلاد.

وجدير ذكره أن قطاع الصحة في سوريا شهد تدهوراً كبيراً خلال السنوات الخمس الماضية، إذ بلغت نسبة دمار المشافي 60% حسب آخر احصائيات منظمة الصحة العالمية، التي قالت على لسان ممثلتها “إليزابيت هوف” أن 50 % من المنشآت الطبية أُغلقَت، مبينة أن: “أبرز تحدي يواجه منظمة الصحة العالمية هي الوصول إلى الأشخاص المحتاجين لرعاية طبية في سوريا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى