هل ستلقي التطورات العسكرية في حلب بظلالها على المفاوضات؟

تطورات ميدانية متسارعة تشهدها جبهات حلب ولا سيما في ريفيها الجنوبي والشمالي، فبعد تقدم الثوار في ريف حلب الجنوبي منذ أيام وسيطرتهم على بلدة العيس وتلالها الاستراتجية، تابعوا بالأمس تقدمهم لسيطروا على قرية الخالدية المجاورة، ليشنوا هجوماً على قريتي برنة وزيتان ويتقدموا فيهما مساء امس قبل أن تتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة على الخالدية وينسحب الثوار من برنة وزيتان تحت الغارات المكثفة التي يشنها الطيران الروسي عبر الصواريخ والقنابل الفوسفورية وغيرها، حيث شن منذ الأمس وحتى ظهر اليوم أكثر من خمسين غارة بحسب ناشطين، فيما تمكن الثوار من الحاق خسائر كبيرة لقوا تالنظام في العتاد والارواح، وما تزال الاشتباكات مستمرة في محيط خان طومان والزربة.

 

في هذه الأثناء وعلى صعيد آخر، كان الثوار يخوضون معارك عنيفة في ريف حلب الشمالي، ليواصلوا تقدمهم فيه الذي بدأوه منذ أكثر من أسبوعين، حيث سيطروا على عدة بلدات وقرى قريبة من الشريط الحدودي مع تركيا، وأهمها بلدة الراعي، قبل أن يشن تنظيم داعش هجوماً مباغتاً فجر اليوم الأحد ليتمكن من خلاله السيطرة على سبعة قرى و هي” البل و غزل و الشيخ ريح و تلال الحص”، بالإضافة لـ “براغيدة و جارِز و يحمول” لكن هذه الأخيرة لم تستمر سيطرة التنظيم عليها سوى لساعات، حيث تمكن الجيش الحر من استعادة السيطرة عليها مجدداً، في معارك عنوانها الأول معارك كر وفر، حيث لطالما تبادل الثوار وداعش السيطرة على هذه القرى واستعادتها منذ أسابيع وحتى الآن.

 

إلا أن ما يميز معارك الثوار في الريف الشمالي ضد تنظيم داعش هي الدعم العسكري التركي المقدم عبر تمهيد مدفعي وإن لم يكن بشكل كبير، حيث يرى محللون أن هذا الدعم ساهم في تقدم الثوار على هذه الجبهة.

 

وتأتي هذه التطورات العسكرية في ريف حلب في ظل الهدنة الهشة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة وروسيا منذ أكثر من شهر، والتي خرقها النظام وروسيا أكثر من 1000 مرة بحسب توثيقات منظمات حقوقية، إلا أنه ومع ذلك لم يعلن عن انهيار الهدنة.

 

كما تأتي قبيل انعقاد الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف ( 3 ) المزمع بدءها في الثالث عشر من شهر نيسان الجاري، إلا ان الخلاف ما يزال مستمراً بين المعارضة والنظام حول مصير الأسد والانتقال السياسي، حيث تصر المعارضة على أن الجولة الثالثة ستكون لبحث هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات بدون أن يكون للاسد أو رموزه دور فيها.

 

وفي هذا الصدد قال العقيد “أحمد حمادة” الناطق الرسمي باسم الفرقة الشمالية، أن معارك الريف الشمالي ضد تنظيم داعش مستمرة منذ سنتين، وفي الفترة الأخيرة تمكنت فصائل الجيش السوري الحر من إحراز تقدم واضح، بعد انهيار خط الدفاع الأول لداعش في الطوقلي وجكة وصولاً إلى بلدة الراعي الإستراتيجية.

وأكد “حمادة” في حوار مع راديو الكل، على أن تقدم فصائل الحر جاء بتوحدها عسكرياً وتدريب الثوار العالي، مشيراً إلى الإسناد الناري من الجانب التركي قرب الشريط الحدودي لمسافة معينة.

وبالإنتقال إلى الريف الجنوبي أوضح العميد محاولات المليشيات المساندة للنظام التقدم في مناطق الثوار، الذين التزاموا بالعمل الدفاعي حيث تصدوا لتلك المليشيات وسيطروا على بلدة العيس الإستراتيجة، مشيراً إلى تقدمهم بالأمس عبر هجوم معاكس في مناطق الخالدية وتلة الزيتون، إلأ أن اتباع النظام سياسة الأرض المحروقة واستهداف المنطقة بالكلور والفوسفور أدى إلى توقف هجوم الثوار.

 

ووصف “حمادة” هدنة وقف “الأعمال العدائية” في سوريا بالـ “هشة” منذ بدايتها الأولى، حيث سعى النظام وإيران من خلالها على تحقيق أغراضهم، مؤكداً أن الثوار متمسكون بقرار مجلس الأمن “2254” لتحقيق أهداف الثوار في مفاوضات جنيف.

 

ولفت إلى أنه على المجتمع الدولي أن يعي أن الأسد رأس الإرهاب ولا يمكن إزالة الإرهاب من المنطقة إلا بإزالة الأسد.

 

وأكد الناطق باسم الفرقة الشمالية أن المفاوضات هي انعكاس للأعمال القتالية على الأرض، حيث تسعى جميع الأطراف للتقدم وكسب مناطق جديدة، لافتاً إلى أن تقدم الثوار وسيطرتهم على الأرض يمنكهم من قول كلمة الفصل في المفاوضات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى