أوضاع إنسانية كارثية في مخيم سرية زيزون
غرفتان لا تتجاوز أبعادهما الخمس أمتار وأربع خيم تأوي ثلاثين عائلة في مخيم سرية زيزون الواقع في بلدة زيزون بالريف الغربي لمحافظة درعا الذي تأسس قبل ثلاث سنوات، مخيم يختصر معاناة النازح السوري في إيجاد سقف يلملم ضعف تشرده فيضطر للعيش مع أسر آخرى في وضع وصفه لنا “يوسف السعدي” وهو أحد نازحي المخيم بالمزري، مشيراً إلى نسيانهم من جميع الجهات الإغاثية.
وأضاف أن مخيمهم موجود في بلدة زيزون وبالقرب أيضاً من مخيم زيزون مركز الإيواء الأول، إلا أن المساعدات الإغاثية تقدم فقط للبلدة ومركز الإيواء الأول، فيما ينحرم مخيم سرية زيزون من جميع المساعدات.
على حافة أحد الطرق تعيش العوائل التي لجأت إلى وسائل بدائية في تأمين أبسط متطلباتها الإنسانية، فالمياه يتم شرائها من صهاريج بأسعار مرتفعة اذ يصل سعر الصهريج الواحد ل 2000 ليرة سورية، أما الكهرباء فهي حلم بعيد المنال، و الغاز اسم نسى النازحين معناه لطول فترة غيابه عن حياتهم، ناهيك عن وضع الصرف الصحي البدائي.
ولفت “السعدي” في السياق على إنشاء حفرة فنية لكل 4 خيّام، مؤكداً على امتلاء المخيم بالطين وقت نزول الأمطار، فيما أشار إلى اشتراك كل 5 عوائل لشراء خزان المياه، حيث أن المياه مقطوعة عن المخيم بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم لساعات طويلة تصل يومياً إلى 22 ساعة، منوهاً إلى عدم القدرة لحفر آبار بسبب عدم توافر الإمكانيات المادية، في حين يعاني المخيم من انقطاع الغاز منذ سنتين ما دفع النازحين للطهي على الحطب.
وأوضح على عمل شباب المخيم في مجموعات عند مالكي الأراضي الزراعية في المنطقة لتأمين قوت عيشهم، فإن عملوا استطاعوا إطعام أولادهم وإلا فالعجز هو ما سيكون سيد موائدهم، وعلى صعيد آخر لفت إلى مأساة يعيشها المخيم نالت من أطفاله الذي يضطرون لقطع مسافات طويلة للالتحاق بمدارس بلدة زيزون.
وكما كل درعا وريفها يفتقد المخيم بشكل كامل لحليب الأطفال الذي لم يره الأهالي من أكثر من عام، الأمر الذي اضطرهم إلى الاعتماد على حليب البقر واللبن وهو السبب المباشر لإصابة الرضع بالعديد من الأمراض المعوية.وفقاً لهاد البني آدم، وفقاً للسعدي.
وأكد في ختام حديثه على خلو المخيم من أية نقطة طبية أو طبيب، ما اضطر النازحين في حال الإصابة بأي مرض قطع مسافة 10 كيلو متر وصولاً إلى بلدة تل شهاب وهو ما يشكل عبئا كبيراً.