ماهي فرص استمرار هدنة وقف الأعمال العدائية “الهشة”؟

بعد نحو شهر ونصف عن إعلان بدء هدنة لوقف الاعمال القتالية في سوريا من قبل الولايات المتحدة وروسيا، والتي دخلت حيز التنفيذ في السابع والعشرين من شباط / فبراير الماضي، والتي لطالما خرقتها قوات النظام وروسيا ، حيث وثقت منظمات حقوقية أكثر من 1000 خرق خلال شهر واحد عن بدءها، لكن لم يعلن انهيار الهدنة، إلا أن الأعمال العسكرية المتزايدة في الأيام الأخيرة والغارات التي يشنها طيران النظام وروسيا والتي تسبق الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف 3 تهدد هذه الهدنة بالانهيار الفعلي.

حيث حذرت الهيئة العليا للمفاوضات عبر متحدثين باسمها منذ أيام من انهيار الهدنة بعد ارتكاب النظام عدة مجازر ، واستمرار محاولته التقدم على معظم الجبهات من الشمال إلى الجنوب.

كما وصف ستيفان دي ميستورا، المبعوث الدولي إلى سوريا، اتفاقية وقف إطلاق النار بالـ”هشة”، أمس الاثنين و أكد مساعدوه أنه محبط بسبب تردي الأوضاع في سوريا.

“دي ميستورا” قال إنه استغل اجتماعًا مع وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم لحث دمشق على دعم اتفاق وقف إطلاق النار الهش في سوريا، والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية.

وأضاف للصحافيين في دمشق: “سنثير ونناقش أهمية حماية اتفاق وقف العمليات القتالية والحفاظ عليه ودعمه فهو -كما تعلمون- هش ولكنه قائم”.

في السياق قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أم الاثنين، إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” من زيادة العنف في سوريا قبيل محادثات السلام المقررة في جنيف هذا الأسبوع، وحمّل قوات النظام مسؤولية التصعيد في القتال.

وتأتي التحذيرات هذه بظل تصاعد الاعمال العسكرية ولا سيما في ريف حلب الجنوبي ، حيث تمكن الثوار خلال الأسبوع الماضي من التصدي لمحاولات تقدم قوات النظام للتقدم باتجاه اتستراد حلب –دمشق الدولي ، وتمكنت من استعادة السيطرة على بلدة العيس وتلتها الاستراتجية، التي تحاول قوات النظام منذ أيام مدعومة بمليشيات مختلفة وبغطاء جوي روسي مكثف استعادة السيطرة عليها.

في الأثناء كان يروج إعلام النظام لنيته بشن عملية عسكرية كبيرة مشتركة مع روسيا لاستعادة حلب على حد قول رئيس وزاءه “وائل الحلقي”، وهذا ما نفته اليوم وزارة الدفاع الروسية بتصريحاتها بعدم وجود أي خطة أو مخطط لاقتحام مدينة حلب والسيطرة عليها.

كما يأتي ذلك في ظل عودة للطيران الروسي وشنه غارات على مناطق سيطر ةالمعارضة على معظم الجبهات وذلك بعد إعلان روسيا سحب قواتها منتصف آذار الماضي.

ويجمع مراقبون أن التحركات العسكرية لقوات النظام هذه ما هي إلا محاولة ضغط جديدة على مفاوضات جنيف، التي تحذر المعارضة من تعثرها أيضاً ، فيما لو استمر النظام بتعنته وعدم قبول ببحث الانتقال السياسي.
وفي هذا الصدد اعتبر الكاتب والمعارض السوري “غسان المفلح”، أن الهدنة طرحت في محاولة لتمرير خطوة سياسية معينة، حيث يسعى النظام والروس لتمرير بعض الخطوات السياسية التي تفيدهم في مفاوضات جنيف.
وأكد “المفلح” في تصريحات لراديو الكل، على أن النظام مصر على المعارك طالما هناك غطاء دولي لخرق الهدنة، في محاولة لكسب مزيد من الوقت والضغط على المعارضة بالتنسيق مع روسيا، لافتاً أن النظام غير قادر على التحرك على الجبهات بدون الطيران الروسي، حتى إيران أرسلت ما تبقى من عناصر اللواء “65” إلى سوريا.
وأوضح المعارض السوري أن المعارضة متمثلة بالهيئة العليا للتفاوض متمسكة بالهدنة، لأنها تريد المضي في حل سياسي، وأن تقول للمجتمع الدولي أنها متمسكة بالهدنة لكن النظام يخرقها، وشدد “المفلح” على أهمية أن تقوم المعارضة بخطة محمكة على الأرض لمواجهة خروقات النظام، لمنعه من تحقيق مكاسب وإضعاف موقفها.
وتوقع في مستهل حديثه عدم استمرارية الهدنة، حيث قال “أنه من الممكن أن نشهد خلال الأيام القليلة المقبلة ما يتذر بانهيارها”.
وعن جولة مفاوضات جنيف المقبلة، اعتبر “المفلح” أن المفاوضات من حيث الجوهر لن تعطي نتائج إيجابية على الرغم من تصريحات “دي مستورا” بأنها ستبحث الإنتقال السياسي، طالما النظام مصر على خرق الهدنة وروسيا مصرة على قتل الشعب السوري.
وأكد في ختام كلامه على أن المعارضة غير قادرة على أن تقدم شيء في ظل هذا الموقف من قبل روسيا والنظام عما يجري على الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى