تمثيلية الانتخابات البرلمانية تبدأ اليوم بسوريا

راديو الكل – خاص

في 30 آذار من العام 2011 ألقى بشار الأسد أول خطاب له بعد اندلاع الثورة متأخراً، كان المتوقع أنه سيعرض حلولاً ويرضى أولئك الثائرين الذين انطلقوا من دمشق ثم درعا، لكن آمال عريضة خابت من خطابه الأول، ورغم ذلك ما فتأ مجلس الشعب الذي كان يحتضن هذا الخطاب لنحو ساعة كاملة وهو  يصفق للأسد ويلقي الأشعار الرنانة على مسمعه لوقت استغرق نحو ربع الفترة الزمنية المخصصة للخطاب.

كان هذا أكبر خذلان للشارع السوري من مجلس الشعب، علماً بأن السوريين بالأصل لا يعولون على ما كانوا يسمونه “الدمى” التي لا تجيد أكثر من التصفيق في مجلس الشعب، ولم تخول لهم صلاحياتهم كنواب يوماً تغيير تشريع أو حرفه عن مساره بل غالباً ماكانت تغيب عنهم أكثر التشريعات حتى تلك الخاصة بحياة المواطنين، ويعرف أولئك الذي كانوا في المجلس بأن قسماً من أعضاء البرلمان كانوا ينامون اثناء مناقشة قوانين وقرارات على غاية من الأهمية كما اكد لنا برلماني سابق.

واليوم تبدأ الانتخابات البرلمانية الثانية منذ بداية الحرب وسط الدمار غير مسبوق الذي حل بسوريا، بعد أن دخل المجلس مرحلة الصمت الانتخابي للدور التشريعي الثاني ورحم المرشحون الشارع السوري من رؤية صورهم التي ملأت الشوارع تزامناً مع انتهاء الدعاية الانتخابية، وخاصة أن عددهم تجاوز نحو 1000 مرشح يتنافسون على المقاعد وافتتح كرمى لعيونهم نحو 7 آلاف مركز انتخابي.

واعتبر موالون للنظام أن «ما يحدث هو مهزلة بكافة المقاييس وخاصة بعد انتشار صور لرئيس المجلس الحالي جهاد اللحام مع أعضاء آخرين وهم يدبكون فيما سموه العرس الانتخابي دون مراعاة لآلاف المهجرين والشهداء السوريين الذين يدعون أنهم كانوا يمثلونهم.

ووجدت الانتخابات كغيرها من المناسبات مادة هزلية بين صفوف السوريين، فنشر الإعلامي فيصل القاسم إعلاناً وهمياً وصله من متابعيه يظهر فيه وكأنه مرشح لانتخابات مجلس الشعب السوري في صورة مكتوب عليها عباراة “القرار مو قرارك، الشعب هو اختارك”.

ورد القاسم على من صمم له الصورة بالقول: “بعض الأخوة رشحوني لمجلس الشعب في سوريا، وأنا أريد أن أسأل الذين رشحوني: ماذا فعلت لكم لكي تُدخلوني إلى حظيرة أغنام؟”،  حسب تعبيره

ورأى آخرون بأن مكان هؤلاء مساحات القتال، مادامت لياقتهم البدنية مرتفعة وقادرون على الدبك والرقص، وفي رواية أخرى فإن مكانهم الكباريهات!! ولا سيما بعد أنباء عن ترشح الراقصة “أميرة غانم” الملقبة بـ “أم البيارق| للانتخابات بعد أن هاجمته قبل 4 سنوات وقالت انه مجلس شورى وليس مجلس شعب.

ويستمر المسلسل الهزلي لانتقاء دمى جديدة يتشارك عليها رجال الأعمال ومصاصي دماء الشعب من أمثال فارس الشهابي المدرج على لائحة العقوبات الأوروبية ومحمد حمشو ورئيس غرفة صناعة دمشق سامر الدبس وعدد من أعضاء اتحاد المصدرين ليكون هذا البرلمان للتجار والمنتفعين والمتسلقين من فئة المصفقين جميعا.ً

وفي هذا الصدد قال المستشار والخبير القانوني “بسام طبلية”، أن الشعب الثائر ضد النظام الذي اغتصب الثورة لا يقبل بانتخابات برلمانية غير نزيهة تحديداً في الوقت الحالي.

ولفت “طبلية” في حوار لراديو الكل، إلى أنه في الإنتخابات البرلمانية السابقة كان هناك انتشار مكثف لعناصر الأمن عند صناديق الإقتراع حتى أشرفوا على بعض منها، وهذا ما يدلل على عدم نزاهة وشفافية الإنتخابات، منوهاً أن معظم المرشحين الذين يفوزون بالإنتخابات هم ممثلون لحزب البعث الحاكم في سوريا.

وتسائل الخبير القانوني حول كيفية إجراء انتخابات في ظل وجود 12 مليون سوري مهجر، مؤكداً أن الإنتخابات الحالية هي مسرحية هزلية يقوم بها الأسد وحلفاؤه لإعطاء شرعية له في مراحل قادمة، حيث سيقوم مجلس الشعب “مجلس التصفيق” بإعادة انتخاب الأسد كرئيس للبلد.

وأكد “طبلية” أن الأسد ووفقاً للقانون السوري هو خائن للبلد وعميل حيث استقدم روسيا وإيران وحزب الله وغيرها من المليشيات لقتل المدنيين، مبيناً أن الأسد مجرم عليه ويتوجب إخضاعه لمحاكمة.

وشدد في ختام حديثه على ضرورة وجود معايير حقيقية للمرشحين لإعادة بناء البلد، حيث يتوجب أن يمتلك المرشح الكفاءات والخبرات اللازمة، وأن يتصف عمله بالشفافية والنزاهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى