مفاوضات جنيف تعود للواجهة ومصير الأسد نقطة الخلاف الجوهرية

شهدت الساعات الأخيرة حراكاً سياسياً نشطاً تمهيداً لاستئناف جولة محادثات جنيف، حيث أطلع مجلس الأمن على تقرير المبعوث الأممي “ستيفان دي ميستورا”، الذي أشار فيه إلى أن نظام الأسد هو من يعيق وصول المساعدات الإنسانية في سوريا، فيما يتواصل مصير بقاء الأسد في السلطة كنقطة الخلاف الجوهرية بين المعارضة والنظام.

 

وفي الوقت الذي أرسل تقريره إلى مجلس الأمن، استمر دي ميستورا في متابعة جولته المكوكية على عدد من الدول المعنية بالملف السوري، فبعد زيارته دمشق انتقل إلى طهران.

 

من جانبها، أبلغت إيران التي تشارك في الحرب السورية، دي ميستورا بخشيتها من تصاعد خروقات الهدنة ما قد يضر بمحادثات السلام بحسب حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني.

 

في حين أبلغت واشنطن القلقة من الأوضاع الميدانية موسكو عبر وزير الخارجية جون كيري قلقها من احتمال شن النظام هجوماً يخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب، وذلك بعد إعلان مسؤولين في دمشق التحضير للهجوم بالتعاون مع القوات الروسية، الأمر الذي نفت موسكو مشاركتها به.

 

كذلك اعتبرت فرنسا أيضا أن هجمات قوات النظام وخرقها للهدنة في حلب والغوطة الشرقية تهدد وقف إطلاق النار.

 

استئناف مفاوضات جنيف يتزامن مع انتخابات تشريعية يجريها النظام اليوم، في وقت دعت المعارضة السورية إلى مقاطعتها واصفة إياها بغير الشرعية. في حين أكدت الأمم المتحدة أنها غير معنية بها.

 

فيما وصل وفد المعارضة الى جنيف اليوم لخوض الجولة الجديدة,  فيما من المنتظر وصول وفد النظام متأخرا  بعد 3 أيام، حيث يضم وفد الهيئة العليا التابعة للمعارضة أسعد الزعبي وكبير المفاوضين محمد علوش وسهير الأتاسي وجورج صبرا ونذير الحكيم وفؤاد عليكو وغيرهم.

 

وأشارت مصادر إلى أن “مكان إقامة الوفود المشاركة في المفاوضات في هذه الجولة ستكون ضمن منطقة قريبة من بعضها البعض

 

وانتهت في 24 آذار الماضي الجولة الثانية من مفاوضات السلام السورية والتي شهدت خلافات في مفهوم الانتقال السياسي بين الطرفين، إضافة إلى مصير بشار الأسد على أن تستكمل المباحثات في نيسان الجاري.

 

وفي هذا السياق قال “أسامة الملوحي” رئيس هيئة الإنقاذ السورية، أن الموضوع الجديد في جولة مفاوضات جنيف هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما صرح وزير خارجية روسيا “سيرجي لافروف”.

وأضاف “الملوحي” في تصريحات لراديو الكل، أن روسيا لن تتخلى عن بشار الأسد وهي تساعده في التمثيلات على شاكلة الإنتخابات البرلمانية الحالية، مؤكداً ان روسيا والنظام لم يتوقفا عن الحسم العسكري، حيث أن الهدنة لم توقف النظام نهائياً، كذلك فإن المستشارين الروس والإيرانيين واصلوا اتباع الحل العسكري الذي انتهجوه منذ البداية.

 

وأشار في معرض حديثه إلى قدرات وتقدمات المعارضة عسكرياً والتي من الممكن أن تستخدم في المفاوضات أو في أي إجراء سياسي قادم، وشدد على أهمية أن تثبت المعارضة عبارة واحدة هي مغادرة الأسد للسلطة قبل إجراء أي نتقال سياسي دائم أو مؤقت.

 

وعلق “الملوحي” على تقرير دي مستوار الذي عرضه على مجلس الأمن وأكد فيه أن النظام يعيق وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، حيث أفاد بأن الأمم المتحدة في تقاريريها متورطة مع النظام، حيث تذهب المساعدات الأممية إلى شبيحة النظام، مضيفاً إنه إذا كان التقرير روتيني كالمعتاد لن يفضي إلى شيء، لكن يمكن أن يكون له آثر إذ وضع بشكل متقصد ليكون ورائه فعل كالتصعيد اتجاه الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى