تزايد خسائر إيران البشرية بالتزامن مع تعزيز وجودها العسكري في سوريا

تزايدت خسائر إيران العسكرية، التي فضّلت الوقوف إلى جانب نظام الأسد، والمشاركة في الحرب السورية، عبر إرسال قواتها وميليشياتها، منذ اندلاع الأحداث الدامية فيها.

ورفعت إيران من مستوى دعمها لنظام الأسد، خاصة بعد سيطرة المعارضة السورية على محافظة إدلب بالكامل، وامتدادها نحو سهل الغاب في ريف حماة، خلال العام الماضي، الأمر الذي شكّل خطراً على قلعة الأسد المتمثلة بمحافظة اللاذقية الساحلية.

وكان الجنرال الإيراني “قاسم سلماني”، قد أعلن في أواخر آب/ أغسطس الماضي، أنه سيجلب قرابة 9 آلاف من القوات البرية الإيرانية إلى سوريا، من أجل منع سقوط منطقة جورين التابعة لسهل الغاب.

وعقب هذا التصريح أكّدت مصادر في المعارضة السورية، أنّ قرابة 5 آلاف إيراني وميليشيات أخرى مؤيدة لطهران، وصلوا إلى العاصمة السورية دمشق، وتمّ توجيه أغلبهم إلى ريف اللاذقية وجنوب محافظة حلب.

وبعد التدخل البري الإيراني في سوريا، بدأت روسيا في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، بالتدخل الجوي في سوريا، لكنها اتخذت في 13 آذار/ مارس الماضي، قراراً بتخفيض قواتها الموجودة في سوريا.

وقامت طهران بإرسال قوات إضافية إلى سوريا، بهدف تغطية الفراغ الحاصل نتيجة الانسحاب الجزئي الروسي من سوريا، وتعزيز قدرات قوات نظام الأسد، مستفيدةً من حالة وقف الأعمال العدائية التي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط/ فبراير الماضي.

وفي بدايات الحرب السورية، اكتفت إيران بإرسال قوات الحرس الثوري إلى سوريا، إلّا أنها بدأت في الآونة الأخيرة بتعزيز عناصرها المقاتلة في سوريا، بقواتها الخاصة.

وكان أمير علي آراسته، مساعد منسق وحدات سلاح البر في الجيش الإيراني، أعلن الأسبوع الفائت، إرسال بلاده، قوات مشاة من اللواء 65 إلى سوريا، بهدف القيام بأعمال استشارية.

وتشير الأرقام الصادرة عن مصادر محلية في الداخل السوري، إلى وجود قرابة 10 آلاف مقاتل إيراني، و4 آلاف من ميليشا حزب الله اللبناني المدعومين إيرانياً، في ساحات القتال بسوريا.

وبالتزامن مع تزايد عدد أفراد القوات الإيرانية في سوريا، يزداد عدد قتلى ضباطها، فقد أعلنت وسائل إعلام إيرانية، أنّ طهران فقدت خلال شهر نيسان/ أبريل الجاري، 23 عسكريا لها في سوريا، بينهم العقيد “ماشاء الله شمسة” العامل في صفوف الحرس الثوري، حيث قُتل في 2 نيسان، على يد أحد قناصي تنظيم داعش الإرهابي في محافظة حلب.

ومن القوات الخاصة المرسلة خلال الآونة الأخيرة، قُتل عدد من العسكريين منهم سيد روح الله حسيني، ومهدي جعفري، وبشير ناطقي (كتائب الفاطميون)، وغلام حسين، وأمجد علي، وسيد سرتاج حسين، ومرتضى حيدري (ميليشيات زينبيون الباكستانية) في معارك بمحيط حلب.

وقبل يومين، قُتل في معارك جنوب حلب، كلٍّ من العقيد مجتبى ذوالفقار نسب، العامل في الكتيبة 45 بالقوات الخاصة، والضابط مرتضى زرهرند المنتسب للكتيبة 258، إضافة إلى الملازم مجتبى يد اللهي، وزميله محسن كيتاسلو، العاملان في الكتيبة 65.

وإلى جانب قتلى الإيرانيين، أعلنت وسائل إعلامية مقربة من حزب الله اللبناني، مقتل 12 من عناصر الحزب في سوريا بينهم القائد الميداني، إسماعيل نايف حلاوة، خلال الأسبوعين الماضيين.

وتقوم إيران بدعم نظام الأسد، منذ اليوم الأول من إندلاع الحراك الشعبي ضدّ نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، ويرفض المسؤولون الإيرانيون الاعتراف الرسمي بوجودهم العسكري في سوريا، ويطلقون على قتلاهم اسم “المتطوعون”، فيما يدّعون بأنّ ضباط الحرس الثوري الذين لقوا حتفهم في المعارك السورية، جلّهم من المتقاعدين أو عسكريين قدامى أو مستشارين.

وبحسب المصادر الإيرانية، فقد قُتل 10 جنرالات إيرانيين في سوريا منذ شباط/ فبراير 2013، بينهم، حسن شاطري، ومحمد جمالي زادة، وعبد الله اسكندري، وجبار دريساوي، وعلي اللحدادي، ومساعدا قاسم سليماني: حسين مهداني، حاج حامد مختاربند الملقب بـ  “أبو زهرة”، وفرشاد حسوني زادة.

المصدر: وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى