أكثر من 1200 معتقل من أبناء حي دمر الدمشقي.. والنظام يواصل استملاكه لأراضي الحي

على بعد سبعة كيلو مترات من مركز العاصمة دمشق يقع حي دمر؛ مرتكزاً على السفح الغربي لجبل قاسيون، ويعد أحد أكبر أحياء دمشق مساحة وأهمية، نظراً لوجود أقوى ثكنات النظام فيه وعلى محيطه، من بينها قيادة الحرس الجمهوري واللواء مئة وخمسة من الشرق، ومستوطنة مساكن قوات النظام من الشمال، ومن الجنوب قصر الشعب وامتداد الفرقة الرابعة، وهو ما جعله خطاً أحمراً للنظام الذي كان حريصاً على استملاك نحو ثمانية وتسعين بالمئة من أراضي الحي وجعلها نقاط تمركز لقواته.

ومع اندلاع الثورة السورية قبل خمسة أعوام؛ كان لحي دمر شرف المشاركة في الحراك الشعبي منذ بداياته، وخرجت أول مظاهرة فيه بتاريخ الأول من نيسان لعام ألفين وأحد عشر نصرة لمدينة درعا، ليتواصل بعدها الحراك الثوري وليبدأ معه مسلسل القتل والتصفية الممنهجة بحق أبناء الحي، وكانت ذروة هذه الهجمة الشرسة حملة الاعتقالات التي طالت أبناء الحي يوم السادس من شباط ألفين واثني عشر، والتي اعتقل فيها أكثر من مئة شاب فضلاً عن استشهاد آخرين.

كما ووصل عدد المعتقلين إلى أكثر من ألفين ومئتي معتقل جلهم استشهد تحت التعذيب، كما وكان للحي النصيب الأكبر من الصور التي سربها قيصر بأكثر من خمسة وسبعين شهيداً، فيما لا يزال باقي المعتقلين في عداد الشهداء لفقدان الاتصال بهم جميعاً، وعدم وجود أي معلومة حول وضعهم أو مكان احتجازهم.

ولم يكتف النظام بهذا، بل قام بالاستيلاء على منازل ذوي الشهداء المعتقلين وطرد معظم أهاليهم خارج الحي، ما اضطر نحو مئة وخمسين عائلة منهم للنزوح باتجاه المناطق المحررة المجاورة للحي مثل قدسيا والهامة ووادي بردى.

وفي هذا السياق قال الناطق الإعلامي باسم المجلس المحلي لحي دمر “تيم الأموي”، أن أسباب نقمة النظام على حي دمر قديمة حيث تعود لحقبة الثمانينات عندما حاول محمود الخطيب ووليد جوخدار اغتيال نائب نائب رئيس الجمهورية سابقاً “عبد الحليم خدام” إضافة لـ “عبد الله الأحمر”.

ولفت “الأموي” في حوار مع راديو الكل، أن النظام قام باستملاك نسبة كبيرة من أراضي الحي، أقام عليها عدة مقرات أهمها “اللواء 105 في جبال دمر الشرقية، وقيادة الحرس الجمهوري، والجندي المجهول، ومساكن الضباط، ومنطقة مشروع دمر”

وأشار إلى خروج أهالي الحي بتاريخ  1 – 4 – 2011 أول مظاهرة سلمية بعد اندلاع الثورة، فيما قام النظام بأول حملة اعتقال في الحي بتاريخ 5-2-2012 اعتقل خلالها 150 شخص إلى جانب استشهاد 3 شباب، منوهاً إلى الهجوم العنيف الذي شنه النظام على الحي بالدبابات وقذائف الهاون قضى على إثره 12 مدنياً واعتقل 30 آخرون لم يعرف مصيرهم حتى الآن، ولفت إلى معاملة النظام السيئة حالياً لأهالي الشهداء والمهجرين وحملات الإعتقال التعسفية.

وأكد “الأموي” في ختام حديثه على أن الحي المهمش حاول التواصل مع عدة جهات لتأمين المساعدات إلا أن جميع المحاولات لم تجدِ نفعاً، منوهاً إلى ارتفاع أسعار مواد الإستهلاك اليومية حاله حال مناطق النظام الآخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى