مفاوضات جنيف وعملية الانتقال السياسي في سوريا

جددت المعارضة السورية تأكيدها على موقفها من رحيل الأسد معتبرة ذلك مفتاح الحل لـ الأزمة السورية وأنها لن تحيد عنه، التصريحات هذه جاءت على لسان “أسعد الزعبي” رئيس وفد المعارضة التفاوضي خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف عقب لقاء الوفد أمس مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في أول اجتماع من الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف ثلاثة التي بدأت بالأمس في ظل عدم وصول وفد النظام الذي عزا تأخره للانتخابات البرلمانية التي أجراها أمس الأربعاء.

 

“الزعبي” أكد أن الهيئة العليا للمفاوضات لن تحيد أيضاً في هذه الجولة من المفاوضات عن بحث تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات تتضمن رحيل كافة رموز نظام الأسد أيضاً، معبراً عن تفاجئ المعارضة من نتائج جولة “دي ميستورا” الأخيرة التي وصفها بـ “غير المشجعة”، حيث زار المبعوث الدولي كلاً من “موسكو وعمان ودمشق وطهران”.

 

كما اعتبر رئيس وفد المعارضة أن “تأخر وفد النظام على الوصول إلى جنيف يؤكد أنهم غير جادين ببحث موضوع الانتقال السياسي وأنهم لا يريدون سوى الحل العسكري”.

 

“الزعبي” قال أيضاً أنه تم إبلاغ دي ميستورا بالمجازر التي ارتكبها نظام الأسد خلال شهر آذار الماضي والتي تجاوز عددها 21 مجزرة، كما تم إبلاغه بالخروقات التي تجاوزت الـ 2000 خرق تضمنت 420 برميلًا متفجرًا.

 

من جهته قال ” دي ميستورا” أنّ موسكو وطهران، وحتى دمشق، وافقت على أجندة الأمم المتحدة لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا، وأضاف -في مؤتمر صحفي عقب انتهاء جولة المحادثات الأولى مع وفد المعارضة- أنّه لا يعرف كيف يمكن لأي شخص أن يشكك في أنّ الانتقال السياسي جزء من أجندة المفاوضات.

 

“دي ميستورا” قال أيضاً إنه يسعى لتجديد الالتزام بالحفاظ على الهدنة الهشة في سوريا.

أما الولايات المتحدة التي تعتبر الراعي الأساسي لمفاوضات جنيف، فقد شدد رئيساه ” أوباما” في تصريحا تله بالأمس على أن هلا مستقبل لسوريا بوجود الأسد، مشيراً إلى أن العملية السياسية في سوريا يجب أن تشمل فترة انتقالية لا يشارك فيها الأسد.

 

ولفت إلى أن موضوع “مستقبل سوريا سيكون ضمن جدول أعمال قمة خليجية الأسبوع المقبل”.

وبدوره، قال وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” إن الفرصة سانحة خلال الجولة الحالية من محادثات جنيف للتفاوض على عملية انتقال سياسي في سوريا.

 

ورغم أن جميع هذه التصريحات تؤكد بمجملها على بحث موضوع الانتقال السياسي في الجولة الجارية من مفاوضات جنيف، إلا أن المعارضة ما تزال تؤكد أن النظام لم ولن يكون جاداً ببحث هذا الموضوع، وخاصة فيما لو تم ربط ذلك بمحاولته تقدمه على الأرض على عدة جبهات سواء في حلب أو اللاذقية أو ريف دمشق بالتزامن مع بدء المفاوضات.

 

وفي هذا المحور توقع الكاتب والصحفي “أحمد كامل”، أن يكون محور الجولة القادمة هو بند تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، مثلما تحدث المبعوث الأممي إلى سوريا دي مستورا حول بحث الانتقال السياسي في جولة المفاوضات القادمة.

 

ولفت “كامل” في حوار مع راديو الكل، إلى أن النظام يتوقع منه أن يراوغ ليخرج عملية الإنتقال السياسي عن مضمونها، مؤكداً أنه لا يمكن لنظام إبادة أن يشكل دستور ديمقراطي يؤدي إلى حكم غير طائفي وذو مصداقية وشامل، كما أتى في قرار مجلس الأمن.

 

وأشار إلى ضرورة بحث عملية الإنتقال السياسي بعد مرور 4 سنوات على بيان جنيف “1”، وذلك من خلال أن يخرج الأسد من السلطة كلياً أو أن يبقى في السلطة لفترة قصيرة بدون أية صلاحيات كحد أدنى لتحقيق السلام في سوريا.

 

ولم يستعبد “كامل” أن يكون هناك تفاهم روسي أمريكي حول الشأن السوري، الأمر الذي جعل دور الأمم المتحدة شبه معدوم، وأكد في ختام حديثه على إنه في حال لم يكن هناك ضغوطات على النظام للدخول بمفاوضات جدية وبحث هيئة الحكم الانتقالي، فإن العملية السياسية مهددة ومن الممكن أن تتوقف في أي لحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى