جولة محادثات جديدة والمعارضة تؤكد مطلبها بهيئة حكم انتقالي بدون الأسد

عاد التحرك الدبلوماسي من جديد في جنيف السويسرية على وقع بدء الجولة الثالثة من المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة المعارك العسكرية على الأرض السورية بشكل ملحوظ بعد تراجع نسبي، حيث كانت حلب هي الجبهة الأسخن على الساحة السورية وسط تصريحات النظام بنيته القيام بحملة عسكرية كبيرة بمساندة روسية التي نفتها الأخيرة، واعتبر المحللون أن الغاية من هذه الحملة كسب ورقة ضغط جديدة على المعارضة في جنيف.

 

الحدث الأبرز في المفاوضات كان اليوم، حيث نفى المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط أن يكون المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا، قد نقل لهم عرضاً حول تعيين 3 نواب من المعارضة لرئيس النظام بشار الأسد، مؤكداً أن “اللقاء الذي جمع وفد المعارضة ودي ميستورا، أمس الجمعة، في جنيف، لم يتطرق لهذا الطرح”، معتبراً أن من نقل  هكذا خبر  مفبرك لإحدى الفضائيات يتعمد  الاساءة إلى الشعب السوري، وإلى ممثليه الحقيقيين”.

 

وفي السياق ذاته، نفى “محمد علوش” كبير المفاوضين في وفد الهيئة السورية العليا إلى محادثات جنيف، أن يكون تم نقاش الاشتراك مع نظام الأسد في حكومة واحدة مناصفة بين المعارضة والنظام.

وأضاف “علوش” قائلًا: “لا يمكن أن نقبل، ولا يمكن أن تقبل الفصائل العسكرية الاشتراك مع نظام مجرم وقاتل في حكومة واحدة، وما تم نقله عن ذلك غير صحيح”.

 

وشدد “علوش” على أن مطالب الهيئة العليا تنحصر بتشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من بشار الأسد، ومن رموز نظامه، ومن كل من تلطَّخت أيديهم بدماء الشعب السوري، معتبرًا أن هذا هو الحل الوحيد المطروح من قبلهم، ولا يمكن القبول بغيره.

 

لكن وعلى الجانب الآخر من المفاوضات، قال رئيس وفد “الهيئة العليا للتفاوض” المعارضة اسعد الزعبي, ان حكومة النظام أرسلت “رسالة قوية” مفادها انها تريد “الحل العسكري” بعد شن هجوم على حلب.

 

وأضاف الزعبي ان النظام بعث “برسالة قوية” كما يفعل قبل كل جولة من المحادثات مفادها أنه لا يريد الحل السياسي, لكنه يريد “الحل العسكري” الذي سيؤدي إلى “تدمير البلاد بالكامل”.

 

وفي هذا الصدد قال الصحفي والكاتب “أحمد كامل” أن مقترح المبعوث الدولي “ستيفان دي مستورا” لوفد المعارضة بتعيين 3 نواب للأسد، كان مجرد اقتراح وتكهنات من أحد الخبراء.

 

وأضاف “كامل” في حوار مع راديو الكل، أن جميع المقدمات والتمهيدات تصب حالياً في جوهر المفاوضات الحقيقي وهو موضوع الإنتقال السياسي، الذي يحاول النظام التهرب منه، فيما تتمسك المعارضة به لأنه أساس المفاوضات، مؤكداً أن معايير الإنتقال السياسي تتضمن تغيير جذري في النظام القائم أي رحيل الأسد.

 

ولفت إلى أن النظام في هجومه العسكري على حلب يحاول نسف عمليتي وقف إطلاق النار والمفاوضاوت لأنه لا يرغب بهما، معتبراً إنه في حال استطاع النظام محاصرة حلب فإن الهدنة والمفاوضات مهددتان بالإنهيار بشكل جديّ، مضيفاً أن نسبة الهدنة باتت أقل من 80% وتميل نحو الهبوط، وأن انهيار الهدنة سيؤثر مباشرة على المفاوضات.

 

وأكد “كامل” في ختام حديثه أن المعارضة تريد مفاوضات مستمرة ومباشرة وتبدي أقصى درجات المرونة والرغبة في تقديم حل سياسي للقضية السورية، فيما يحاول النظام التهرب من العملية، وشدد على ضرورة أن تقوم روسيا وأميركا بالضغط لرحيل الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى