بيانان مفاجئان في أوساط المعارضة من الإئتلاف وأحرار الشام

فوجئت أوساط المعارضة السورية بصدور بيانيين منفصلين عن الائتلاف السوري المعارض، وحركة أحرار الشام مساء أمس السبت، هدد الأول بتعليق مشاركته في الهيئة العليا للمفاوضات، فيما انتقد الآخر أداء الهيئة في مفاوضات جنيف.

حيث أكد بيان الائتلاف، والذي يعتبر المكون الرئيسي في الهيئة العليا للمفاوضات، على أن أي خطة انتقال سياسي سيتم طرحها في مفاوضات جنيف الجارية، ويكون بهذا الطرح مخالفة للقرارات الدولية، ستكون مرفوضة من قبل الشعب السوري ومن قبل الائتلاف، ولا مكان لها على طاولة المفاوضات ولا مستقبل لها على أرض الواقع.

وهدد البيان بتعليق مشاركة أعضائه في الهيئة والوفد المفاوض في حال تم طرح أي خطة تخالف تشكيل هيئة الحكم الانتقالي حسب القرارات الدولية، مع إبقاء خيارات أخرى مفتوحة أمام الائتلاف في حال استمرار النظام في أعماله العدائية، وإصرار المبعوث الأممي على عدم الالتزام بالمهمة الموكلة إليه من الأمم المتحدة.

وما يثير الاستغراب أكثر أن بيان الائتلاف جاء بعد ساعات على لقاء رئيس الهيئة العليا للمفاوضات برئيس وأعضاء الائتلاف في مقره باسطنبول ، والذي أكد على تمسك الهيئة العليا بمصلحة الشعب السوري، والسعي لتحقيق تطلعاته، وأن يكون العنوان الرئيس لهذه الجولة بحث موضوع الانتقال السياسي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة، وأن لا وجود لبشار الأسد ولا لأحد من مجرمي نظامه فيها.

“حجاب” أكد أيضاً على الموقف الثابت للهيئة والذي أدى إلى إرغام نظام الأسد على السماح بدخول مساعدات إنسانية لبعض المناطق المحاصرة، وأن السعي ما يزال مستمراً لإدخال المزيد منها، إضافة إلى إصرار الهيئة على فتح ملف المعتقلين والعمل على تحقيق تقدم فيه.

أما حركة “أحرار الشام” فقد وصفت حصيلة العملية التفاوضية الجارية في جنيف بـ”السلبية للغاية” اتسمت بإعطاء مكاسب سياسية مجانية للنظام”، معتبرة أن أداء الهيئة العليا للتفاوض “ضعيفاً ومتخبطاً”، ولافتة إلى أن رؤيتها لـ”الحل في سوريا ما زال حلاًّ عسكرياً وسياسياً، وفصلُ المسارين سيكون خطأ كبيراً”.

“أحرار الشام” كشفت في بيانها أنها “لم تشترك عقب انسحابها من مؤتمر الرياض في الهيئة التفاوضية”، وأنها “لم تحضر أية جولة من جولات المحادثات في جنيف، وسعت رغم ذلك إلى أن يكون تعاطيها إيجابياً مع أية مبادرة تحافظ على ثوابت الثورة ومصالح الشعب السوري الثائر”.

وفي هذا الصدد قال ” عقاب يحيى” عضو الهيئة السياسية بالائتلاف السوري المعارض، أن بيان الإئتلاف الذي صدر بالأمس جاء بالتزامن مع طروحات غامضة من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا” ليس لها علاقة بأساس العملية السياسية، ببقاء الأسد مع وجود 3 نواب أحدهم من المعارضة، إضافة إلى قضية الدستور المراد فرضه.

واعتبر “يحيى” أن المفاوضات لم تخطو خطوة جدية واحدة فهي لا تزال في عمليات التسخين والمراوحة، كما لا يزال ملف المرحلة الإنتقالية بعيد عن جدول أعمالها، منوهاً إلى أنه في حال استمرار هذه الأجواء غير إيجابية واستمرار العملية السياسية على هذا الشكل، فإن الإئتلاف سيقوم بتحييد مشاركة أعضائه في الهيئة والوفد المفاوض.

وبخصوص البيان الصادر عن حركة أحرار الشام الذي وصفت فيه أداء الهيئة بالسلبي، قال عضو الإئتلاف أن بيان حركة أحرار الشام ينم عن وجهة نظرها، مضيفاً أنه لا نرى أن أداء الهيئة ضعيف بل جيد وفقاً لعدة شهادات، كما أن الدكتور رياض حجاب عبر بالأمس في لقاءه من الإئتلاف أن الهيئة متمسكة بالثوابت.

وأشار في معرض حديثه إلى أن الفصائل العسكرية متماسكة ومتوافقة مع الهيئة العليا للتفاوض، حيث قام حوالي 107 فصيل عسكري بما فيهم أحرار الشام بتفويض الهيئة العليا في قرار وقف إطلاق النار.

وشدد “يحيى” على ضرورة إيجاد توازن بين السياسية والعسكرة والدعم الحقيقي على الأرض من أجل إحداث معادلة متوازنة، وأن لا يستغل النظام الهدن لإستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر والفصائل العسكرية، في ظل قصف وهجوم النظام على مناطق الثوار في حلب وحمص وإدلب وغيرها من المناطق.

وقال عضو الإئتلاف في ختام حديثه أن جميع المعطيات الحالية لا تشير إلى وجود انتقال سياسي لتشكيل هيئة حكم انتقالي، وبالتالي وصول المفاوضات إلى باب مسدود إلا في حال ضغطت روسيا وأميركا على النظام للتعامل بالشكل المطلوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى