في الذكرى الخامسة لمجزرة “الساعة” بحمص.. السوريون مستمرون في ثورتهم

راديو الكل – خاص

في أيام عرس وطني.. خرج أهالي حمص قبل 5 سنوات إلى ساحة الساعة بحمص مدفوعين بحماس ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا في السابع عشر من نيسان، ولكن ماحدث حوّل تاريخ السابع عشر من نيسان في ذاكرة السوريين من ذكرى عرس وطني إلى ذكرى أليمة عن مئات قتلوا في مجزرة أطلق عليها “مجزرة الساعة” وتحول بعدها اسم ساحة الساعة الى ساحة الحرية بعد أن خضبتها الدماء إثر  مجزرة ارتكبها مئات من جنود الفرقة الرابعة وعناصر الاستخبارات الجوية والعسكرية في الثامن عشر من نيسان، حين تجمعوا عند نادي الضباط في حمص لفضّ اعتصام عشرات الآلاف من الأهالي المصرّين على الخروج بالتظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام، وذلك بعد لقاء عدد من وجهاء حمص مع بشار الأسد في دمشق، وبعد أول خطبة جمعة لشيوخ حمص في الجامع الكبير كانت تدعو إلى التهدئة.

جاءت المجزرة بعد أن خرج الأهالي في مظاهرات في يوم السابع عشر من نيسان، فواجهتهم عناصر الأمن باطلاق النار حتى ارتقى ثمانية شهداء في حي باب السباع وأربعة آخرين أثناء مظاهرة في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، وشيع الشهداء من الجامع الكبير في اليوم التالي الواقع في 18/نيسان 2011 وشارك بالتشييع حشد ضخم من سكان مدينة حمص، ومرت الجنازة من شارع الحميدية ذي الغالبية المسيحية، التي تضامنت مع المصاب الجلل وأغلقت المحال التجارية، وقامت النسوة برش الأرز من على الشرفات على المشيعين، وأطلقن الزغاريد للشهداء العرسان، وقدم الأهالي الماء للمشيعين، وبعد انتهاء مراسم الدفن، عاد المشيعون ليعتصموا عند الساعة الجديدة، ومع توالي الساعات وحتى المساء وصل عدد المعتصمين لما يقارب من مئة ألف شخص معتصم.

مرت الساعات وألقيت عدة كلمات تحتفي بالشهداء وتطالب بإسقاط النظام ومحاسبة القتلة، وصلى المتظاهرون في الميدان ووقف غير المسلمين حول المصلين ليحموهم من غدر عصابات النظام، وفي الليل تضاءل عدد المعتصمين حتى وصل لعدة آلاف، وقرابة الساعة الثانية فجراً أطلقت قوات النظام الرصاص الحي على المتظاهرين المعتصمين عند الساعة الجديدة، وحسب اعترافات أحد الجنود المنشقين الذين شاركوا في العملية، فقد ارتقى الصف الأول والثاني والثالث من المعتصمين (ما يقارب 300 شخص) شهداء.

ويتحدث مراسلنا في حمص “محمود سليمان” عن المجزرة، حيث أشار إلى اعتصام أكثر من 150 ألف شخص آنذاك، في ساحة الساعة الجديدة وشارع الدبلان وصولاً إلى مسجد خالد بن الوليد، حيث توافد الناس من جميع مناطق حمص وأريافها للمشاركة بالإعتصام رداً على مجزرة باب السباع التي وقعت قبل بيوم.

ولفت إلى قيام النظام بإطلاق النار على المعتصمين في الساعة الثانية فجراً بشكل كثيف حيث سُمع أصوات الرصاص في مدينة حمص وريفها، ما أدى لسقوط عشرات المدنيين دون معرفة عددهم، حيث لا يزال هناك عدد كبير من المفقودين مجهولي المصير إن كانوا استشهدوا أو معتقلين.

وبيّن إلى أن المجزرة كانت مفصيلة في عمر الثورة السورية، حيث شهد الناس حقد النظام على المتظاهرين للتتأكد مقولة لا يفك الحديد إلا الحديد، لافتاً إلى ظهور بعد ذلك عدة تشكيلات من كتائب الثوار والجيش الحر في حمص وريفها للرد على أي اعتداء للنظام يقوم به النظام.

ويحمّل أهل حمص مسؤولية المجزرة لقوات الفرقة الرابعة، بمؤازرة قوات الاستخبارات الجوية والعسكرية والشرطة، بقيادة العقيد عبد الحميد إبراهيم من الاستخبارات الجوية، بينما كانت إدارة العملية موكلة إلى العميد في الاستخبارات العسكرية، حافظ مخلوف، شقيق رامي مخلوف، ابن خال الأسد.

ومن غير المعروف، حتى الآن، العدد الدقيق للشهداء الذين سقطوا في تلك الليلة التي ستذكرها مدينة حمص طويلاً، فالبعض تحدث عن المئات (بين 200 إلى 300 شهيد)، والبعض الآخر يحصر الحصيلة بالعشرات.

من جانبه قال المحلل السياسي “حسام نجار” وهو ابن مدينة حمص، أن مجزرة الساعة التي ارتكبها النظام في حمص تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ الثورة السورية، تحول فيها الحراك الثوري لإسقاط المحافظ إلى ثورة عارمة في حمص وريفها، حيث خرجت آنذاك جميع الطوائف ما عدا العلوية في حمص للمطالبة بداية بالإصلاح وليس لإسقاط الأسد في ظل التهميش الذي تعيشه المدينة.

مؤكداً أن مجزرة الساعة حولت جميع أبناء حمص إلى ثائرين ضد النظام الإستبدادي الذي لا يرغب إلى بخنوع الناس وإخضاعهم له، لافتاً إلى أن العقيد عبد الحميد إبراهيم كان المسؤول عن ارتكاب المجرزة، منوهاً إلى محاولة النظام فض الإعتصام بشتى الطرق، لكن ومع امتداد الإعتصام من ساعات الظهيرة حتى الفجر قام النظام بإطلاق النار مباشرة على المعتصمين، ليوقع عدد كبير من الشهداء ربما تجاوزوا الـ 400، حسب نجار.

وأشار في ختام حديثه إلى أن الشعب السوري لم يتخلَ عن ثورته إيماناً بأن الأرض السورية له ولن يتخلى عنها نهائياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى