علوش: مشاركتنا في مفاوضات جنيف كانت لنزع حجة وقف تسليح المعارضة بظل فشل ارغام النظام للخضوع إلى الحل السياسي

أكد ” محمد علوش” ، كبير المفاوضين في وفد المعارضة، أن “أربعة أسباب جعلت الهيئة العليا للمفاوضات تعلق مشاركتها في مفاوضات جنيف، تتعلق بالجوانب” العسكرية الميدانية، والإنسانية والمعتقلين، إضافة إلى الجانب السياسي”، مشدداً على أن “المعارضة لا تريد مفاوضات عبثية لا تصل إلى حل حقيقي يتوافق مع أهداف الثورة”.

 

وأشار” علوش” في تصريح خاص لراديو الكل عقب انتهاء المؤتمر الصحفي لرئيس الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب” إلى وجود قرارات أممية واضحة ولا لبس فيها، بما يخص موضوع فك الحصار عن المدن والبلدات المحاصرة، وحرية الدخول والخروج منها، ولكن حتى الآن لم تطبق هذه القرارات، حيث أن هناك 13 منطقة يعرقل النظام إدخال المساعدات إليها.

 

وأما من الناحية العسكرية، فأكد كبير المفاوضين أن هناك خروقات كبيرة جداً للهدنة من قبل  قوات النظام، تجاوزت ال 2000 خرق،  و بما يخض وضع المعتقلين فقد زاد عددهم ولم يفرج عن أي معتقل.
وأضاف” علوش” : ” ومن الناحية السياسية، فلم يبد  النظام أي جدية من أجل الوصول إلى حل سياسي، ومازال يصر على تشكيل حكومة موسعة  بقيادة بشار الأسد كما يدعي، وهذا مرفوض تماماً من قبلنا، ومن قبل الشعب السوري.

 

ومن جهة ثانية، اعتبر عضو وفد المعارضة التفاوضي، أن هناك سبب آخر جعل المعارضة تعلق مشاركتها في المفاوضات، وهو” تراخي المجتمع الدولي بالتعامل مع آلة الاجرام وخروقات النظام، والذي اكتفى بإصدار تقارير فقط”، مشدداً على “ضرورة محاسبة النظام على هذه الخروقات، بظل استمراره بارتكاب المجازر على امتداد سوريا”.

ونفى “علوش” أن يكون أحد أسباب قرار الهيئة  العليا للمفاوضات ناجم عن ضغط بعض الفصائل العسكرية وخاصة بعد الانتقادات التي وجهتها حركة أحرار الشام لعمل الهيئة ، مؤكداً أن القرار تم اتخاذه في اجتماعات الهيئة في الرياض قبل الوصول إلى جنيف وقبل صدور بيان أحرار الشام، في حال لم يلمسوا جدية لدى النظام بموضوع تحقيق الانتقال السياسي، ومؤكداً أن هذا  القرار تم بالاتفاق مع الفصائل.

وحول الآمال التي كانت ترجوها المعارضة من مشاركتها في الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف، بظل اصرار رئيس وفد النظام  على أن مناقشة موضوع الرئاسة ومصير الأسد هو خط أحمر، أكد كبير المفاوضين أن “النظام يقول ما يريده، وأن الهدف من مشاركة المعارضة هو وضع المجتمع الدولي على المحك أمام مسؤولياتهم لتنفيذ القرارات الأممية، حيث أنهم حتى الآن غير قادرين على ادخال علبة حليب الأطفال للمحاصرين بدون موافقة النظام، و”لنزع حجة إيقاف تسليح المعارضة من قبل المجتمع الدولي، بعد فشلهم باجبار النظام على الخضوع للحل السياسي، واستمرار دعمه عسكرياً من قبل روسيا وايران”.

وأوضح ” علوش” إلى أن المعارضة لم تعلن انهيار الهدنة أو عدم الالتزام بها، لكن من أعلن ذلك هو النظام عبر مواصلة ارتكابه المجازر ، وأكبر دليل على ذلك المجازر التي ارتكبها اليوم في معرة النعمان بريف إدلب وغيرها من المناطق، وهذا ما يدل على ان النظام ما يزال ممعناً بدماء السوريين.

وعن تزامن ارتكاب النظام لهذه المجازر مع المؤتمر الصحفي لرياض حجاب وإعلان المعارضة تعليق مشاركتها في المفاوضات، أكد ” علوش” ان النظام لا يحتاج إلى سبب لارتكابها المجازر، حيث لم يتوقف عن ذلك حتى خلال الهدنة، مستشهداً بمجزرة دير العصافير.

واعتبر” محمد علوش” في معرض رده على سؤالنا الأخير حول البدائل التي تحدث عنها “رياض حجاب” لدى المعارضة في حال فشل المفاوضات بتحقيق حل سياسي في سوريا، أن الأيام القادمة ستكشف عن الحلول البديلة، دون أن يؤكد فيما إذا كانت هذه البدائل تعني الانتقال للحل العسكري.

يشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات أعلنت مساء أمس تعليق مشاركتها في الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف 3، احتجاجاً منها على مواصلة خروقات النظام للهدنة وتدهور الوضع الإنساني، وعدم جدية النظام في المفاوضات والتهرب من بحث موضوع الانتقال السياسي، حيث تصر المعارضة على تشكيل هيئة حكم انتقالي، لا دور فيها للأسد ولا لرموز نظامه.

محمد الحسين – راديو الكل

زر الذهاب إلى الأعلى