ماس كهربائي أم انتقام إيراني.. تجار يختلفون في تحليلهم لأسباب حريق العصرونية

راديو الكل

قبل أن تبدأ أي تحقيقات رسمية حول أضخم حريق يلتهم سوق تجاري دمشقي منذ الاستعمار الفرنسي كان المبرر والذريعة جاهزة وهي “ماس كهربائي”.

ماس كهربائي في منطقة يقطع عنها التيار الكهربائي لأكثر من 15 ساعة يومياً، منطقة قريبة من مقام السيدة رقية حيث محط أصحاب الفكر الشيعي، وحريق يلتهم نصف السوق في يوم سبت حيث مستودعات التجار ومحالهم مليئة بالبضائع وفي ساعة صباحية مبكرة تخلو فيها الشوارع من الحركة.

هذه الوقائع الخاصة بالحريق أبعدت تفكير  كثيرين عن تصديق أن يكون السبب هو ماس كهربائي كما أشيع، فاعتبروا أن ما حدث كان انتقاماً من التجار الذين رفضوا بيع محلاتهم لجهات إيرانية مؤخراً، في حين اقتنع آخرون بأن ماحدث ليس أكثر من ماس كهربائي ولكن لا تحقيقات محايدة تدعم أياً من الروايتين فيما وعدت عدة جهات حكومية بفتح تحقيق بالموضوع لمعرفة كامل ملابسات الحادثة.

وتشير المعلومات الأولية الى تضرر نحو 90 محلاً تجارياً ووقوع خسائر مادية بمليارات الليرات، وإصابة تاجر أراد استخراج وثائقه مجازفاً باقتحام السوق وساعدت طبيعة أسقف المحلات وبضاعتها في زيادة مد الحريق، حيث السقوف الخشبية والبضاعة  تتنوع بين الألعاب البلاستيكية، و الورقيات، و “قداحات” الغاز، والخرداوات ومواد سريعة الاشتعال مثل مواد “الشعر والجيل” .. إلخ.

وعقب الحريق الأول، اندلعت آخر صبيحة يوم الأحد أيضاً في ذات المكان بسبب بقايا اللبن والخشب المبني منها السوق وبقايا المواد النفطية الداخلة في تركيب عبوات تركيب العطور وأدوية الحشرات الموجودة في المحلات والمستودعات، وعاد رجال الإطفاء لاخماد الحريق الثاني وشارك في ذلك عدة جهات كما روت مصادر مطلعة أهمها فرق الإطفاء، والدفاع المدني، وعمال نظافة دمشق، وكهرباء دمشق، والدفاع الوطني وأكثر من مئة وخمسين شخص اشتركوا في إطفاء الحريق على مدى ثمان ساعات، كما اشتركت ما يزيد عن خمسين سيارة إطفاء في العملية ذهابا وإياباً.

وعقب الحريق أغلقت منطقة سوق العصرونية، وسوق الحميدية بشكل كامل، والمنطقة من مداخل الجامع الأموي، وقلعة دمشق، لسهولة عبور سيارات الإطفاء.

وأعاد هذا الحريق لتجار دمشق حادثة مماثلة شهدها سوق الحريقة أيام الاستعمار الفرنسي والتي حولت اسمه من سيدي غامود إلى إلى الحريقة وقت تمرد أهل الحي وخرج الثوار منه إلى مقر الجنرال الفرنسي “موريس سراي”.

واليوم من “الحريقة” و “العصرونية” وأسواق دمشق القديمة، خرجت آخر تظاهرة الشهر الفائت احتجاجاً على تهاوي سعر الليرة والمطالبة بإسقاط حاكم مصرف المركزي وإغلاق شركات الصرافة العميلة للنظام، وليس ببعيد أن يكون الحريق حسب مصادر اقتصادية إعلامية هو رد على تمسك محال سوق “العصرونية” وأصحاب البيوت، بأرضهم وعدم بيعها لتكتمل دوائر.

الحماية للسيدة رقية، فالمساحة من “المناخلية” مروراً بالعصرونية نحو “باب البريد” ومقام السيدة رقية، تشغل المستعمرون الجدد، الذين اشتروا الكثير من العقارات المجاورة، في أبشع عملية تغيير ديموغرافي قسري، يشهدها العالم.

وللمفارقة، فإن احتراق سوق العصرونية بدمشق أثار أفكار المحاصرين في الغوطة الشرقية حول إمكانية الاستفادة من مخلفات الحريق.

فقال ناشطون: لو حدث الحريق في الغوطة الشرقية لمدد الشباب مواسير حديد فوق الحريق ثم بردوها لإنتاج بنزين وباقي مشتقات البلاستيك

وقال أبو دحام الغوطاني أحد خبراء استخراج الطاقة الجديدة بالغوطة: إن محلات العصرونية المحترقة تنتج وسطيا 100طن بلاستيك، وهذه الكمية يستطيع بإمكانها أهالي الغوطة استخراج  100طن بنزين ومازوت، بالإضافة لعدد كبير من جرات غاز البلاستيك ومواد أخرى.

ويقول أبو دحام ساخراً لو كان الحريق في الغوطة كنا تمكنا أيضا من تخفيض سعر صرف الدولار عن طريق التحكم بسعر برميل النفط الخام  وبالتاي يمكننا الضغط على نظام الأسد ليدخل “حفوضات” أطفال للغوطة.

ويعتبر سوق العصرونية واحد من شرايين حياة دمشق، ويعيل آلاف العائلات الدمشقية، وهو سوق جملة ومفرق، ويصدر لباقي المحافظات، ويزدحم يوم الأحد بالتجار والزبائن اللبنايين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى