حصار بلدة عقرب الحموية يفاقم سوء الوضع الطبي والمعيشي فيها

يعيش في عقرب البلدة الواقعة بريف حماه الجنوبي ما يقارب ال 4000 نسمة، بعدما هجرها عدد كبير من أهلها كونها منطقة ساخنة لم تهدأ فيها النيران، وأكثر ما يعاني منه الأهالي عدم وجود أي نقطة طبية أو مركز للعناية الصحية مما يدفعهم لحمل جرحاهم ومرضاهم لمسافة 2 كيلو متر وصولا للحولة في ريف حمص الشمالي، حسبما أفاد به الناشط الإعلامي “حسن العمري”، ولفت إلى أن الجريح يبقى جرحه ينزف حتى وصوله إلى الريف الشمالي، حتى أن الطريق مرصود من قبل قوات النظام المتمركزة في حاجز التاعونة، بحيث يكون المسعفين مشروع شهداء وجرحى، منوهاً أن بلدة عقرب تخلو تماماً من المشافي الميدانية بإستثناء نقطة طبية بسيطة تقدم فقط إسعافات أولية.

ولا تتوقف معاناة من بقي من أهالي عقرب على الخدمات الطبية و تتعداها لكل تفاصيل الحياة المعيشية خاصة وانها محاصرة بشكل كامل بالقرى الموالية للنظام فيضطرالأهالي إلى استخدام طريق ترابي يعرف باسم طريق الموت وصولا لريف حمص الشمالي الشرقي من أجل الحصول على المواد الغذائية و الطبية التي تحلق أسعارها بعيدا عن جيوب المدنيين بشكل عام.

وأشار “العمري” إلى أن طريق الموت يبلغ طوله 14 كم يلجاً إليه المدنيون مشياً على الأقدام وصولاً إلى الرستن وتلبيسة، منوهاً إلى دخول المواد الغذائية إلى الريف الجنوبي سابقاً عن طريق معبر حر بنفسه، ولكن مع احتدام المعارك في المنطقة قامت قوات النظام بإغلاق المعبر تماماً ومنعت دخول المواد إلى ريف حماه الجنوبي ما أدى إلى إطباق الحصار.

وأوضح إلى لجوء الأهالي إلى الزراعة بشكل كبير، فيما ارتفعت الأسعار في بلدة عقرب بشكل محلوظ، حيث وصل سعر ربطة الخبز الواحدة التي تبلغ من الوزن نصف كيلو “325” ليرة سورية.

والجدير بالذكر أن قطاع الصحة شهد تدهورا كبيرا خلال السنوات الخمس الماضية في سوريا، اذ بلغت نسبة دمار المشافي 60% حسب أخر احصائيات منظمة الصحة العالمية التي قالت على لسان ممثلتها إليزابيت هوف أن 50% من المنشآت الطبية أُغلقَت، مبينة أن: “أبرز تحدي يواجه منظمة الصحة العالمية هي الوصول إلى الأشخاص المحتاجين لرعاية طبية في سوريا”.

ولم يتوقف التدهور عند قطاع الصحة و تعداه لأبسط متطلبات الحياة المعيشية اليومية اذ أعلنت الأمم المتحدة في نهاية عام 2015 أن أكثر من 13 مليون سوري بحاجة لمساعدات عاجلة، بينهم ستة ملايين طفل، معتبرةً أن “الوضع الإنساني في سورية يزداد تفاقماً”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى