ما هي تداعيات تصريحات “أوباما” الجديدة إزاء الملف السوري؟
تصريحات جديدة صدرت عن الرئيس الأميركي “باراك أوباما”، ورغم عدم حداثتها إلى أنها أثارت حفيظة البعض في أوساط المعارضة السورية، حيث استبعد” أوباما” إرسال قوات برية للإطاحة برئيس النظام بشار الأسد.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) خلال مقابلة معه في ختام زيارته لبريطانيا أمس الأحد أنه “سيكون من الخطأ أن ترسل الولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى أو مجموعة من الدول الغربية قوات برية للإطاحة بالأسد”.
لكن” أوباما” قال إن على الولايات المتحدة ودول أخرى أن تستخدم نفوذها الدولي لإقناع حلفاء الأسد مثل روسيا وإيران بالعمل على التوسط في عملية انتقال سياسي في سوريا، وهذا ما اعتبره مراقبون تهرباً من أن تلعب الولايات المتحدة موقفاً حاسماً تجاه خروقات النظام، والتي قالت أنها قادرة عليه ولا تفعل، على عكس روسيا التي تدافع بشدة عن حليفها الأسد.
كما أن هذه التصريحات أعقبت زيارة ” أوباما” للملكة العربية السعودية ومشاركته في القمة الخليجية، مما أثار تساؤلات أخرى حول ان تكون هذه التصريحات كرد على الانتقادات الخليجية لإدارة الامريكية وخاصة من قبل السعودية.
تصريحات أخرى صدرت عن ” أوباما ” بالأمس من “هانوفر” الألمانية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية ” أنجيلا ميركل” حيث أكد أنه سيكون من الصعب للغاية تخيل نجاح “منطقة آمنة في سوريا” بدون التزام عسكري كبير، كما دعا إلى ضرورة إعادة تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا.
وهذا ما اعتبره مراقبون نسفاً لمشروع المنطقة الآمنة التي تدافع تركيا بشدة عنه كأكثر المتضررين نتيجة تزايد أعداد اللاجئين على أراضيها ، ومايجري على حدودها مع سوريا، وتكرر استهداف تنظيم داعش لمدينة كلس الحدودية، وخاصة ان أوباما الذي يطالب بأن يكون هناك التزاماً عسكرياً، هو مطالب بتنفيذ وعوده تجاه الخطوط الحمر التي وضعها للنظام والذي واصل اختراقها بدوره منذ سنوات دونما حساب او ردع.
بالمقابل، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم الاثنين أن الرئيس الأميركي” باراك أوباما” سيعلن اليوم عن إرسال 250 جندياً إضافياً إلى سوريا للمساعدة في العمليات ضد “داعش”، وهذا ما يعزز التكهنات حول موقف الولايات المتحدة تجاه نظام الاسد واقتصاره على محاربة داعش.
وفي هذا السياق قال “مصطفي هاني إدريس” مدير مركز رؤى للدارسات الاستراتيجية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي “أوباما” المتضاربة تكمل بعضها البعض للوصول إلى نقطة صرحت عنها روسيا في وقتٍ سابق، بأنه لا محاربة للإرهاب بدون نظام الأسد، لكن أوباما لا يريد أن يصرح بذلك صراحة.
وأكد “إدريس” في تصريحات لراديو الكل، على أن الموقف الأمريكي منذ 5 سنوات ثابت إزاء القضية السورية فهو لم يحرك ساكناً حتى فيما يخص ملف اللاجئين، معتبراً أن أميركا تحاول الوصول بجميع الأطراف إلى حالة الإستنزاف في حسم الأزمة السورية، من أجل تحقيق حل سياسي كما ترغب به أميركا في مشاركة النظام والمعارضة بالحكم في سوريا.
وفيما يخص تصريحات أوباما حول المنطة الآمنة واعتباره أنه من الصعب إقامتها في ظل عدم وجود التزام عسكري، لفت “إدريس” أن مشروع المنطقة الآمنة غير قابل للتطبيق وهو محكوم عليه مسبقاً بالإعدام، على الرغم من التصريحات التركية في وقت مضى بأنها باتت قاب قوسين أو أدنى من إنشاء المنطقة، منوهاً أنه ليس من مصلحة تركيا إقامة المنطقة في العمق السوري، لأنها حققت مكاسب من السوريين المتواجدين على أراضيها، كما انها مارست ضغوط على أوربا عن طريقهم.
وبخصوص الإعلان عن إرسال قوات أمريكية جديدة للمساعدة في التدريب على قتال داعش، قال مدير مركز رؤى أن أي تحرك جديد للإدارة الأمريكية الحالية لن يكون فعّال، لأنه من الممكن أن يتغير في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة القادمة بعد أوباما.