لليوم الثامن على التوالي.. طيران النظام يكثف قصفه على حلب موقعاً شهداء وجرحى
واصلت قوات النظام حملتها العسكرية العنيفة على مدينة حلب لليوم الثامن على التوالي، حيث جددت الطائرات الحربية والمروحية ،اليوم الجمعة، قصفها بالغارات والألغام على عدة مناطق.
وأفاد مراسل راديو الكل في حلب، بتنفيذ الطيران الحربي أكثر من 20 غارة جوية، فيما ألقى الطيران المروحي عشرات الألغام المتفجرة، حيث طال القصف أحياء (الصاخور والفردوس وقاضي عسكر والمشهد والقاطرجي والسكري والراشدين وبستان القصر والمرجة والجلوم والصالحين)، ما خلّف استشهاد 8 مدنيين كحصيلة أولية بينهم طفل وامرأة، وأصيب عشرات آخرون بجراح بينهم حالات حرجة، ما ينذر بإرتفاع حصيلة الشهداء.
وأضاف مراسلنا إلى أن القصف استهدف 3 مساجد في حلب (مسجد حمزة في حي المشهد، مسجد أويس القرني في السكري، ومسجد عمر بن الخطاب في المغاير)، كما أدى القصف اليوم إلى تدمير مشفى حي المرجة.
وكان الطيران الحربي ارتكب مجزرة في السكري منذ يومين بعد استهداف مشفى الحي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، راح ضحيتها أكثر من 50 مدنياً بينهم أطفال وأطباء، كما أسفر القصف عن خروج المشفى عن العمل بالكامل، فيما لاقت مجزرة المشفى عدة إدانات من جهات دولية وأممية ومنظمات حقوقية وإنسانية وطبية.
وفي السياق ارتفعت حصيلة الشهداء الذي قضوا في مدينة حلب وأريافها يوم أمس الخميس، إلى 48 شهيداً (43 منهم داخل المدينة) إثر قصف الطائرات الحربية، ليبلغ عدد الضحايا في حلب خلال اليومين الماضيين قرابة 100 شهيداً.
وتعاني المشافي الميدانية والنقاط الطبية داخل المدينة من نقص حاد في الأدوية والمواد الطبية والإسعافات الأولية، حيث وجهت النقاط عدة نداءات للتبرع بمختلف زمر الدم نظراً لكثرة عدد المصابين والجرحى، ولفت مراسلنا إلى عدم قدرة نقل المصابين إلى ريف المدينة بسبب رصد قوات النظام طريق الكاستيلو شريان المدينة الوحيد، فيما تفتقر ملاجئ المدينة لأبسط التجهيزات ما أدى لعزوف المدنيين عنها، وفضلوا البقاء في طوابق منازلهم السفلية.
وفي السياق أوصى المجلس الشرعي في محافظة حلب القائمين على المساجد بتعليق صلاة الجمعة اليوم نظراً للحملة الدموية لنظام الأسد وروسيا على المدينة.
في موازاة ذلك، أطلق ناشطون هاشتاغ (حلب_تحترق) حيث اصطبغت صفحات السوريين على موقع التواصل الاجتماعي بالأحمر، ليوحد هذا اللون الملايين منهم كطريقة للتعبير عن التضامن مع حلب التي تعرضت لجريمة إبادة وتدمير غير مسبوقة في تاريخ الدمار العالمي.
ووسط خجل التصريحات الدولية الأممية إزاء جريمة حلب، نشط السوريون من فئات ثقافية مختلفة أكاديميين وناشطين في مجال حقوق الإنسان واقتصاديين وغيرهم الكثير من السوريين لتغيير صور بروفايلاتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى الأحمر، وحاول البعض توسيع هذا الحراك الالكتروني نحو صفحات شخصيات سياسية عالمية، فعلقوا على حدث حلب بصفحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلفتوا وجهة النظر العالمية إلى نشاطهم من خلال اللون الأحمر.
وكانت وكالة الإعلام الروسية نقلت “اليوم الجمعة” عن مصدر دبلوماسي “لم تسمهِ” قوله، إن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية اتفقتا على تهدئة في سوريا اعتباراً من منتصف الليل، ونقلت وكالة “تاس” عن المصدر نفسه قوله، إن موسكو وواشنطن ستكونان ضامنتين للاتفاق الذي سيطبق في حلب ومناطق باللاذقية وفي بعض ضواحي العاصمة دمشق، بدورها أوضحت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية أيضاً، أن التهدئة ستستمر لمدة 24 ساعة في ريف دمشق وشمال اللاذقية، ولم تذكر أي تفاصيل بخصوص الوضع في حلب.