خبراء: الأزمة السورية “فشل” سيطارد إدارة أوباما

يرى خبراء أن الأزمة السورية وتحولها لمأساة إنسانية، وظهور تنظيم داعش، هو نتيجة خطأ مباشر نابع من سياسات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيال الشرق الأوسط من جديد.

وأعادت تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة التي قال فيها ” في سوريا، لم نخطط أبدا لإسقاط الأسد عسكريا” سياسات البيت الأبيض في الشرق الأوسط إلى واجهة الأحداث .

فمع سيطرة داعش على مساحات كبيرة من سوريا والعراق، في صيف 2014، أعلنت الإدارة الأمريكية ترؤسها لحلف دولي على التنظيم، لتتراجع مرتبة نظام الأسد إلى الوراء في لائحة أولويات “القلق” الأمريكي.

وأوضح خبراء في حديثهم للأناضول، أنَّ الغموض يسود السياسة الأمريكية تجاه سوريا، مقابل اختيار روسيا وإيران الحل العسكري على الأرض، ما أدى لترجيح كفة نظام الأسد.

وأكد رئيس مركز الشرق الأوسط في جامعة دنفر البروفسور “نادر هاشمي”، أنَّ طريقة تعاطي إدارة الرئيس أوباما مع الأزمة السورية كانت من أهم الأسباب التي أدت لمقتل مئات الآلاف في سوريا.

وشبه هاشمي سياسة أوباما حيال سوريا بسياسة سلفه من الحزب الديمقراطي بيل كلينتون، قبل 20 عاما، تجاه البوسنة والهرسك، قائلاً :”إن المبررات التي ساقتها إدارة كلينتون في السنوات الثلاث الأولى من الحرب في جنوب شرق أوروبا، ومع حدوث تطهير عرقي، تشبه مبررات الرئيس أوباما تجاه الأزمة السورية، وهي من قبيل أنَّ – حل هذه الأزمة لا يمكن أن تكون بواسطة قوة خارجية – و  – ليس لأمريكا أي مصلحة في التدخل العسكري – “.

وأشار هاشمي أنَّ تنظيم داعش هو نتيجة لفشل سياسة المجتمع الدولي في التعاطي مع الأزمة السورية منذ البداية، قائلاً “إن النقطة التي وصلت إليها الأزمة السورية، أشعرت أوباما بالحاجة إلى أن يهتم أكثر بالأزمة، وهو الآن يعالج النتائج، أي داعش وليس الأسباب التي أدت لظهوره”.

ومن جانب آخر أكد الخبير السياسي في معهد الشرق الأوسط (مركزه واشنطن) مرهف جويجاتي، إلى وجود فشل واضح في سياسة أوباما تجاه الملف السوري، قائلاً “إن سياسة أوباما في حل الأزمة السورية، إن كان هنالك في الأصل سياسة في هذا الاتجاه، فهي فاشلة”.

وأردف جويجاتي “كان بإمكان واشنطن الإطاحة بنظام الأسد، قبل أن يعلن أوباما أن الأسلحة الكيميائية خط أحمر، وقبل استخدام هذه الأسلحة من قبل النظام عام 2013”.

وأوضح جويجاتي “إنَّ الإطاحة بنظام الأسد حينها كان لا يستوجب تدخلا عسكريا أمريكيا، بل دعما لفصائل المعارضة السورية بالسلاح، وحينها لم يكن ثمة وجود لجبهة النصرة ولا داعش، ولم يكن هناك تدخل روسي وإيراني بالمعنى العسكري، كما أنَّ حزب الله لم يكن موجودا حينها على الأراضي السورية”.

من جانبه رأى ستيفن هايدمان، أستاذ العلاقات الدولية في كلية سميث, والخبير في الشأن السوري وصاحب كتاب “التسلطية في سوريا: صراع المجتمع والدولة” في حديثه للأناضول، أنَّ سياسة أوباما حيال سوريا المتمثل بإفساح المجال لإيران وروسيا بالتدخل بهذا الشكل هي سياسة “متعمدة”.

وقال هايدمان “إن سياسة أوباما من الناحية التقنية صحيحة: فهو لم يدعم الإطاحة بالأسد بالقوة، إلا أنه دعم بعض الفصائل من أجل إسقاط النظام، وهذا الدعم تزامن مع طرح حل سياسي وإجراء محادثات بين الأطراف”.

وذكر هايدمان أنَّ إدارة البيت الأبيض كان بوسعها فعل المزيد من أجل تحقيق الحل السياسي، إلا أنها تسعى للحصول على مفاتيح الحل السياسي”.

تجدر الإشارة أنَّ المركز السوري للأبحاث السياسية، نشر تقريرا في شهر شباط/فبراير الماضي ذكر فيه بأن 470 شخصا فقدوا حياتهم، وجرح مليون و 900 ألف شخص. ويستمر النظام في استهدافه المناطق المدنية، على الرغم من وقف إطلاق النار المعلن مع دخول المعارضة والنظام محادثات سلام في جنيف مطلع شباط/فبراير الماضي.

المصدر: وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى