حلب تحترق.. طيران النظام يوقع مزيداً من الشهداء والجرحى في أحياء المدينة
واصل طيران النظام الحربي حملته الدموية على أحياء مدينة حلب لليوم التاسع على التوالي، مخلفاً مزيداً من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، إلى جانب استهداف المرافق الحيوية بشكل مباشر.
وأفاد مراسل راديو الكل في حلب، بشن طائرات النظام الحربية ،اليوم السبت، عشرات الغارات الجوية على أحياء المدينة، حيث طالت مناطق (باب النيرب، بستان القصر، كرم حومد، الهلك، الحيدرية، الجزماتي، الكلاسة، الجزماتي، المعصرانية، كرم الطراب، الأنصاري الشرقي، ضهرة عواد، قرية عزيزة جنوبي المدينة)، ما أدى لإستشهاد 8 مدنيين كحصيلة أولية، إضافة لإصابة 15 آخرين بينهم حالات حرجة.
وأشار مراسلنا أيضاً إلى وقوع عدة إصابات في صفوف عمال مركز قطاع الأنصاري في المدينة إثر غارة جوية استهدفت مبنى القطاع بشكل مباشر، الأمر الذي دفع مجلس مدينة حلب لتعلّيق أعماله في التوزيع حتى إشعار آخر حرصاً على سلامة المواطنين.
وكان القصف أدى بالأمس لإحتراق محطة ضخ المياه في باب النيرب، وخروج مركز بستان القصر الطبي عن الخدمة بعد دماره بالكامل وإصابة معظم كادره بجروح جراء استهدافه بالألغام البحرية، كما استهدفت الغارات مستوصف حي المرجة، و3 مساجد (مسجد حمزة في حي المشهد، مسجد أويس القرني في السكري، ومسجد عمر بن الخطاب في المغاير)، فيما بلغت حصيلة ضحايا يوم أمس في أحياء المدينة ما لا يقل عن 14 شهيداً.
وفي موازاة ذلك، توقف بث راديو الكل في مدينة حلب على موجة “أف أم” جراء استهداف طيران النظام بالأمس موقع مكتب الراديو بصاروخ وبرميل، ما أدى أيضاً لإصابة فريق العمل بجروح طفيفة وأضرار كبيرة لحقت بالمبنى.
وكان الطيران الحربي ارتكب مجزرة في حي السكري منذ 3 أيام بعد استهداف مشفى “القدس” في الحي، راح ضحيتها أكثر من 50 مدنياً بينهم أطفال وأطباء، كما أسفر القصف عن خروج المشفى عن العمل بالكامل، فيما لاقت مجزرة المشفى عدة إدانات من جهات دولية وأممية ومنظمات حقوقية وإنسانية وطبية.
وتعاني المشافي الميدانية والنقاط الطبية داخل المدينة من نقص حاد في الأدوية والمواد الطبية والإسعافات الأولية، حيث وجهت النقاط عدة نداءات للتبرع بمختلف زمر الدم نظراً لكثرة عدد المصابين والجرحى، ولفت مراسلنا إلى عدم قدرة نقل المصابين إلى ريف المدينة بسبب رصد قوات النظام طريق الكاستيلو شريان المدينة الوحيد، فيما تفتقر ملاجئ المدينة لأبسط التجهيزات ما أدى لعزوف المدنيين عنها، وفضلوا البقاء في طوابق منازلهم السفلية.
وفي سياق متصل، أطلق ناشطون هاشتاغ (حلب_تحترق) حيث اصطبغت صفحات السوريين على موقع التواصل الاجتماعي بالأحمر، ليوحد هذا اللون الملايين منهم كطريقة للتعبير عن التضامن مع حلب التي تعرضت لجريمة إبادة وتدمير غير مسبوقة في تاريخ الدمار العالمي.
ووسط خجل التصريحات الدولية الأممية إزاء جريمة حلب، نشط السوريون من فئات ثقافية مختلفة أكاديميين وناشطين في مجال حقوق الإنسان واقتصاديين وغيرهم الكثير من السوريين لتغيير صور بروفايلاتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى الأحمر، وحاول البعض توسيع هذا الحراك الالكتروني نحو صفحات شخصيات سياسية عالمية، فعلقوا على حدث حلب بصفحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلفتوا وجهة النظر العالمية إلى نشاطهم من خلال اللون الأحمر.
وفي شأنٍ ذي صلة، قال “رياض حجاب” رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، إن المفاوضات بشأن مستقبل سوريا السياسي لا يمكن أن تتم في ظل استمرار انتهاكات الهدنة، مضيفاً أن الوضع غير مناسب للحديث عن عملية سياسية في ظل المجازر المروعة والانتهاكات الممنهجة للهدنة التي لم يعد لها أي وجود فعلي على الأرض، من جهتها أدانت الخارجية الفرنسية، هجمات نظام الأسد على مدينة حلب، واستهدافه للمدنيين بغطاء جوي من حلفائه، بغية السيطرة على المدينة.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا على اتفقتا على “هدنة” مؤقتة في مناطق بريفي دمشق لمدة (24) ساعة، واللاذقية لمدة (72) ساعة، مستثنية “حلب” التي تتعرض لقصف متواصل و مكثف منذ أكثر من أسبوع.
راديو الكل – #حلب_تحترق