حلب تحترق.. الطيران يُدمّر المرافق الحيوية والبنى التحتية في المدينة

يجلس أمام بيته والعجز يسيل دماً مخضباً لحيته البيضاء، فهنا كان بيته وتحت الحجارة رقد أبنائه،  هي صورة التقطتها عدسة الناشط “هادي العبد الله” في أحد أحياء مدينة حلب المكلومة فمنذ أكثر من أسبوع بدأ طيران النظام وروسيا بتصعيد غاراتهما عليها ليغطي أرض الشهباء الأحمر القاني.

وفي الوقت الذي تدور فيه كأس الدم السورية على متفاوضي جنيف يجري ذبح حلب على مرأى العالم ومسمعه، وببساطة يتم استثنائها من “نظام الصمت” الذي شمل مناطق من ريفي دمشق واللاذقية فقط.

أكثر من 180 شخص قضوا خلال 9 أيام حسب أخر احصائيات الدفاع المدني في حلب، بينهم 40 طفل وأكثر من 30 امرأة، أما عدد الجرحى فلامس 400 شخص والأعداد بتزايد مستمر في ظل استمرار الهجمة الشرسة التي تشهدها حلب حسبما أفاد مدير الدفاع المدني في حلب “بيبرس مشعل” لراديو الكل، الذي أكد أن رجال القبعات البيض لن يوفروا جهدا لإنقاذ المدنيين.

وأضاف “مشعل” أن فرق الدفاع المدني مستنفرة على مدار 24 ساعة لتغطية جميع المناطق التي تتعرض للقصف.

والجدير بالذكر أن الوضع الطبي في حلب بتراجع مستمر نتيجة استهداف المشافي والنقاط الطبية بشكل ممنهج، حيث تم استهداف ما يقارب العشر نقاط طبية، حسبما أفاد به الدكتور “حسان جنيدي” من منظمة “أوسم” الطبية لراديو الكل.

وأشار “جنيدي” إلى أن القصف استهدف مشفى القدس ومركز بستان القصر الطبي ومستودع احتياطي في حلب، إلى جانب مركز الرعاية الطبية الممول من منظمة “أوسم” الذي قدم خدمات لأكثر من 46 ألف مستفيد قبل أن يتعرض للقصف، مؤكداً أن خروج المركز الذي يضم عدة عيادات (داخلية ونسائية وعامة) سيُحرم حوالي ألفي مستفيد شهرياً من الرعاية الطبية، مشيراً إلى وجود خطة لإعادة بناء المركز في ظل وجود رغبة لدى الأطباء بالبقاء بالداخل وتقديم الخدمة الطبية.

أيضا استهدف الطيران الروسي مراكز الدفاع المدني في حلب حيث ارتكب مجزرة بحق مركز الدفاع المدني في مدينة الأتارب وأودى بحياة 5 من رجال القبعات البيض.

ووسط أتون هذه الحملة الشرسة تم استهداف مكتب راديو الكل في حلب، وأسفر ذلك عن إصابة أعضاءه بجروح، إضافة لقطع بث الراديو على موجة “الأف أم”، وحول ذلك قال مدير مكتب راديو الكل في حلب محمد نهاد، أن موقع مكتب الراديو بحلب تعرض لإستهداف بصاروخ فراغي يوم الجمعة الماضي في الساعة الخامسة عصراً، حيث أدى القصف لإصابة 5 من كادر الفريق بجروح طفيفة، وتضرر حوالي 60% من المكتب، إذ تدمرت معظم الأجهزة والمعدات، منوهاً إلى أن العمل جارٍ لإصلاح الأضرار وإعادة البث على موجة “الأف أم”.

الأحمر الذي خضب تراب حلب امتد ليغطي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أطلق عدداً من النشطاء حملة إعلامية باسم “حلب تحترق” وحاز الهاشتاغ الخاص بالحملة المرتبة الأولى عالمياً من حيث النشر.

وفي هذا الصدد قال المنسق الإعلامي للحملة “مؤتمن ميرة”، أن الهدف من إطلاق الحملة تسليط الضوء على مأساة المدينة والمجازر التي يرتكبها النظام وروسيا فيها منذ حوالي 10 أيام.

ولفت “ميرة” لراديو الكل، إلى تنظيم عدة احتجاجات في هذا الاتجاه في عدة مدن ودول عربية وعالمية (القاهرة، عمّان، طرابلس، بيروت، اسطنبول، اليونان، الأرجنيتن، إيطاليا، ألمانيا، بريطانيا، السويد، فرنسا، سويسرا، أميركا، النرويج، هولندا).

وشدد في ختام حديثه على ضرورة أن يقف العالم أجمع مع هذه الحملة للتأثير على الأمم المتحدة للتدخل ووقف الدماء في حلب والهجوم الوحشي للنظام والروسي عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى