83% من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر
راديو الكل – خاص
كشفت دراسة أجرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا)، أن 83% من سكان سوريا يعيشون حالياً تحت “خط الفقر”، جراء الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من 5 أعوام، والتي أثرت على كافة قطاعات الحياة السورية، علماً بأنها قدرت نسبة الفقر في سوريا في العام 2014 بـ 90 %.
وكشفت الدراسة عن تراجع الناتج المحلي الإجمالي للزراعة في سوريا بنسبة 60 %، بين العامين 2010 و2015، وارتفع سعر المواد الغذائية في شكل كبير خلال سنوات الصراع.
وفي هذا الصدد قال الباحث الاقتصادي “أسامة القاضي”، إن نسبة الفقر لم تنخفض إنما انخفص عدد السكان في سوريا، مؤكداً أن معدلات الفقر التي فاقت الـ 80% كبيرة جداً.
وأشار “القاضي” في تصريحات لراديو الكل، إلى أن الموظف الحكومي كان راتبه الشهري 14 ألف ليرة سورية في عام 2011، وبعد جميع الزيادات لم يتجاوز الآن عتبة الـ 25 ألف، منوهاً إلى خسارة سوريا من أصل مليون و300 موظف، أكثر من النصف تقريباً خلال السنوات الخمسة الأخيرة لعدة أسباب.
وأكد أن الوضع الحالي كارثي للغاية فمعظم السكان في سوريا يعيشون تحت خط الفقر، بإستثناء فئة قليلة تعتاش على وضع الحرب وتحاول إيجاد فرص بسيطة لها.
ومن العوامل التي أسهمت في إفقار السوريين خلال سنوات الحرب، التضخم في الأرقام الرسمية التي وصلت حالياً لـ 443% ، و5 آلاف % في المناطق المحاصرة، وفقاً للقاضي.
مشيراً إلى فقدان الليرة السورية قيمتها الشرائية، وخروج حوالي 8 محافظات وأريافها عن سيطرة النظام لم تتمكن وزارة المالية فيها من جمع رسوم المعابر والضرائب.
وأضاف “القاضي” في السياق أن أكثر من 90% من المبالغ التي يجمعها النظام يضعها ضمن المجال العسكري لسحق الشعب السوري، منوهاً إلى عدم وجود مورد حقيقي لدعم الليرة والإقتصاد السوري.
وأشار إلى إحصائية البنك الدولي التي أفادت بأن من أصل 17 مليار دولار من احتياطي العملة الأجنبية في سوريا لم يتبقَ منه سوى 750 مليون دولار فقط.
وأوضح الباحث الإقتصادي على تراجع القطاع الزراعي في سوريا، إلا أن بقي هذا القطاع الوحيد الذي يعتاش عليه المواطنون لتأمين لقمة عيشهم وليس للتجارة، لأن الأراضي الزراعية تأثرت بأعمال القصف والمواد السامة، وفقدان اليد العاملة.
ولفت “القاضي” في ختام حديثه إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز من 15 ليرة إلى أكثر من 150 ليرة، في ظل صعوبة استيراد القمح، وسيطرة تنظيم داعش على صوامع القمح، إضافة لإحتكار التجار للقمح وتعامل معظمهم مع النظام.