الجوع ُينهك أكثر من 45 ألف محاصر في معضمية الشام

 

لليوم الحادي عشر على التوالي يستمر اعتصام أهالي مدينة معضمية الشام بريف دمشق، أمام حواجز النظام المحيطة بالمدينة مطالبين بفك الحصار والسماح بإدخال المواد الغذائية، وذلك بعد أن انهكهم الجوع إثر حصار مستمر منذ نحو 136 يوماً.

وفي هذا السياق قال “أبو كنان” من المكتب الإعلامي لمدينة معضمية الشام، أن الحصار والتضييق من قبل قوات النظام على المدينة دفع قاطنيها من شيوخ ونساء وأطفال للاعتصام السلمي أمام حواجز النظام، التي تمنع إدخال كافة مقومات الحياة وتقطع الماء والكهرباء والدواء عن المدينة، كنا تمنع حركة الدخول والخروج، لافتاً إلى قيام الحواجز بفض الاعتصامات بإطلاق الرصاص دون إصابات.

وأضاف “أبو كنان” لراديو الكل، أن المدنيين يلجؤون للصوم من أجل توفير وجبة الطعام للأطفال، حيث أن مساعدات الأمم المتحدة التي دخلت في شهر شباط الماضي لم تكفِ سوى لمدة أسبوعين على أبعد تقدير.

وأفاد عضو المكتب الإعلامي للمدينة، برفع المتظاهرين لافتات حملت بعضها عبارات (بدي يفتح الطريق، بدي أكول جوعان، بدي أشتري بسكوتة).

بدوره قال “محمد نور” عضو المكتب الإعلامي لمدينة المعضمية، أن المدينة تشهد حرب تجويع وهو ما دفع الأهالي للاعتصام رغم ادراكهم المسبق أن لا حياة لمن تنادي، مشيراً إلى طلب الوفد الأممي في آخر زيارة على ضرورة التفاوض مع النظام للحفاظ على حياة أطفالهم.

وأضاف “نور” لردايو الكل، أن النظام يمنع دخول وخروج المدنيين باستثناء الطلاب وسط تفتيش دقيق عليهم لمنع إدخال أي مواد غذائية أو حتى رغيف خبز واحد، مؤكداً أن سكان المدينة البالغ عددهم أكثر من 45 ألف مدنياً لم يتذوقوا الخبز منذ أشهر.

ولفت إلى أن المساعدات الأخيرة التي دخلت المدينة، لم تتضمن مواد غذائية كافية لجميع المحاصرين، كما كانت معظم السلل عبارة عن مواد تنظيف.

وأشار “نور” إلى أن الحصار المستمر منذ تاريخ 26/12/2015 أدى إلى وضع طبي كارثي في المدينة، في ظل وجود حالات سوء تغذية وجفاف ومرضى من الأطفال والنساء والشيوخ، لافتاً إلى لجوء المدنيين في ظل انعدام معظم المواد إلى زراعة بعض الحشائش كالبقدونس والخس والكزبرة لسد رمقهم.

وأفاد بخروج المدنيين يومياً باعتصامات وتجمع أمام معبر المدينة الوحيد ورفع شعارات تطالب بفتح المعبر وإدخال الطعام لإبعاد شبح الموت جوعاً في ظل صمت دولي إزاء الوضع الكارثي الواقع في المدينة.

ويذكر أن معضمية الشام حوصرت في نهاية عام 2012 واستمر حصارها لعام كامل، قبل إبرام الهدنة في بداية عام 2013 ذاقت خلال الحصار جميع أنواع القهر والخوف والموت، الذي سلب فيه الجوع حياة 13 شخصاً، حسب نشطاء المدينة الذين أكدوا على وقوع حالتين خلال فترة الهدنة المبتورة الشروط، وحالياً بعد خرق الهدنة بشكل كامل في نهاية عام 2015 تم تسجيل 10 حالات وفاة نتيجة سوء التغذية والعدد قابل للازدياد في ظل استمرار حصار المدينة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى