بذريعة الخدمات.. فرض ألف ليرة مع كل سلة غذائية في سراقب
راديو الكل – فؤاد بصبوص
لم يجد مجلس سراقب المحلي وسيلة يضغط فيها على السكان لدفع رسوم الخدمات سوى بربطها بالسلة الاغاثية، فلا معونات لمن لا يدفع 1000 ليرة، الأمر الذي أحدث بلبلة بين سكان المدينة، معتبرين في استطلاع قام به مكتب راديو الكل بإدلب أن هذا الإجراء هو وسيلة ضغط على المواطن.
حيث قال أحد المواطنين أن المعونة لم يحصل عليها خلال سنة كاملة سوى مرة واحدة، مشيراً إلى فرض دفع حالياً مبلغ 1000 لفاتورة المياه لآخذ المعونة الجديدة، فيما قال شخص آخر أنه لم يحصل على المعونة منذ 6 أشهر حيث يكون الرد دائماً بالتسويف والتأجيل.
ومقابل هؤلاء، أعلن البعض استغناءهم عن المعونات لكونها أصلاً لا توزع إلا بفترات متباعدة قد تصل لعام كامل وهي توزع بطريقة التشهير، مؤكدين أن المعونة يجب أن تقدم للمستفيدين في منازلهم وفق لائحة بأسماء أهالي المنطقة.
واستنكر آخرون عدم توزيع المعونة للأسر التي يقل عدد أفرادها عن الخمسة، وتحدثوا عن انتقائية بالتوزيع، فيما تؤكد إحدى السيدات بأنها لا تملك ثمن ربطة خبز في الوقت الذي يطالب فيه المجلس المحلي بدفع ألف ليرة عبر معتمدي الخبز.
ومقابل هذا، رصد راديو الكل آراء لمواطنين آخرين برروا إجراء المجلس المحلي واعتبروه حلاً لأزمات المياه والكهرباء، حيث أشاروا إلى أن المجلس المحلي يعمل وفق آليات وأسس بتقديم المعونات بالمقام الأول للعوائل الفقيرة وعوائل الشهداء والأرامل، وأضافوا أن مبلغ ألف ليرة لدفع فاتورة المياه مبلغ معقول، وان الالتزام بالدفع يسهل عملية الجباية ومن خلالها يحصل المواطن على المعونة بشكل يسير.
وبالعودة للجهة المختصة، كان لنا لقاء مع مدير مكتب العلاقات الخارجية في المكتب الاغاثي الموحد بسراقب “عبيدة شيخ ديب” والذي أكد أنه لاعلاقة للمكتب الاغاثي بفرض الألف ليرة، مضيفاً أن المبلغ يتم جبايته لاعطاء بطاقات لاستلام السلل وليس ربطه بالسلل.
وأشار “شيخ ديب” لراديو الكل، إلى أن المكتب يركز بخدماته على فئات عوائل الشهداء والمعتقلين والعائلات التي يعيلها طفل أو امرأة والفقيرة جداً.
ولم ينكر مدير المكتب الاغاثي فقدان أهالي المنطقة ثقتهم بجدوى الإعانة، لكنه اعتبر من جهة أخرى أن المجلس تدارك الأخطاء وأعاد الثقة لخدماته في هذا المجال، الأمر الذي رفع من أعداد المسجلين على المعونات، منوهاً أن كمية المساعدات التي تصل للمدنيين قليلة جداً.
وفيما يتعلق بالعائلات التي يقل عدد أفرادها عن خمسة أشخاص حيث تمنتع المنظمات عن دعمهم، لفت “شيخ ديب” أن المنظمة التي تقدم السلل قالت أنها لا تدعم العوائل التي يقل عدد أفرادها عن 5 أشخاص، منوهاً أن هناك مشروع آخر ربما يستهدف العوائل المحرومة، مضيفاً أن الدفعة الأولى من المساعدات غطت حوالي 95% من سكان سراقب.
ورداً على سؤال لنا حول إعطاء المعونات لغير المحتاجين، أوضح مدير مكتب العلاقات الخارجية على وجود مندوبين يقومون بالتقييم وفقاً لمعاير أولها العوائل الفقيرة وعوائل الشهداء، وثانيها متوسط دخل الأسرة شهرياً.
واعتبر بأنه لا يجوز لأحد من المواطنين القول هذا مستحق والآخر غير مستحق لأن المكتب الاغاثي يعرف تفاصيل العائلات المستهدفة والناس لا تعرف خفايا بعضها وفقاً للشيخ ديب.
وبالنهاية ومهما كانت تبريرات مجلس سراقب المحلي، فإن أهالي المنطقة لايرون بربط إعطاء المعونة بالمبلغ المالي سوى استهتاراً بحاجتهم، ولو أن القلة منهم يجدون مبررات للمجلس في إجرائه الجديد.