لأول مرة … دولار السوق السوداء في سوريا يقل عن دولار التدخل بنحو 50 ليرة
راديو الكل – خاص
انخفض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في مناطق سيطرة المعارضة بشكل مفاجئ ليتراوح بين 490 و 520 ليرة، في وقت يتراوح فيه سعر الدولار بدمشق عند حاجز 540 ليرة، الأمر الذي رفع الطلب على شراء الدولار في مناطق سيطرة النظام، وعلى الليرة في مناطق سيطرة المعارضة
في حين أعلن مصرف سورية المركزي “تثبيت سعر التدخل في سوق القطع الأجنبي عند مستوى 565 ليرة للدولار الواحد” مبينا أنه ثبت أيضا “سعر الصرف لتسليم الحوالات الشخصية عند مستوى 575 ليرة للدولار وسعر الصرف لتمويل المستوردات عند 565 ليرة للدولار”.
وأرجع محلل اقتصادي السبب إلى سحب المركزي وفق قرارات التدخل الليرة السورية من السوق ما أدى إلى ارتفاع قيمتها، حيث إن المركزي أجبر الشركات على شراء مليون دولار و المكاتب على شراء ١٠٠ الف دولار وسحب منهم الليرات دون أن يسلمهم الدولارات مباشرة. وبالتالي فإن حجب السيولة بالعملة المحلية سيؤدي الى تحول الصفقات الوسطى الى الدولار، إذا ماعلمنا بأن الصفقات الكبرى تجري بالدولار أصلاً.
وحذّر الخبير الاقتصادي أنه في حال استمرار انخفاض الدولار في مناطق سيطرة المعارضة لما يزيد عن نظيرتها في مناطق سيطرة النظام فسيرتفع شراء الدولار من السوق السوداء في مناطق المعارضة بسعر مخفض وسيتم تهريبه للخارج ثم إعادة ضخه كحوالات وقبض ثمنها لاحقاً بسعر 575 ليرة كما حددها البنك المركزي..
وفي السياق، بيّن الخبير الاقتصادي من أن تذبذب سعر الصرف صعوداً وهبوطاً بهذه الحدود سيؤدي الى عدم تعامل التجار فيما بينهم بالليرة لانها غير مستقرة ويتحولون للدولار حتى في صفقاتهم الصغيرة
وأشار الخبير إلى أن قرارات المركزي بشأن دولار الحوالات مؤخراً رفعت قيمة الواردات إلى خزينة المركزي من القطع الأجنبي وتخفيض قيمة الدولار، حيث إن البنك المركزي اتخذ قبل أياماً قراراً بخفض قيمة دولار التدخل ورفع قيمة دولار الحوالات الواردة ليقترب كثيراً من سعر الدولار بالسوق السوداء وهو 575 ليرة، وأتبعها بقرار آخر يشجع المغتربين على ارسال حوالاتهم إلى سوريا عن طريق الشركات النظامية حيث يمكن لهم الاحتفاظ بها في أرصدتهم بالدولار وقبضها بالليرة.
هذا وأوضح مصرف سورية المركزي أن قيامه بتحديد سعر صرف تسليم الحوالات الشخصية الواردة من الخارج عند حدود مجزية تفوق السعر في السوق يأتي بهدف “دعم القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود”.
ونصح المركزي بـ “عدم التعامل مع السوق السوداء حتى لا يكونوا عرضة للمساءلة إضافة إلى المخاطرة المرتبطة بالتعامل مع هذه السوق علما بأن سعر صرف تسليم الحوالات الواردة من الخارج بات عند حدود مغرية تفوق السعر في السوق”.
ورأى المصرف أن تعزيز القدرة الشرائية لليرة السورية في السوق يتطلب “مكافحة التهريب وإغلاق منافذ البيع التي تبيع المواد المهربة ومحاسبة المسؤولين عن رفع الأسعار في السوق وتفعيل مؤسسات التدخل الإيجابي”
ونقل المركزي عن مصادر في السوق قولها إن هناك “إحجاما عن التعامل بالدولار في ظل وجود طلب غير مسبوق على الليرة السورية وهبوط حاد في سعر صرف الدولار أمام الليرة بفعل إجراءات التدخل الأخيرة للمصرف المركزي” مشيرة إلى أن هناك “جمودا ملحوظا في التعاملات في سوق القطع وترقبا لانخفاض شديد في سعر صرف الدولار مقابل الليرة”.