كيف يستقبل السوريون سادس رمضان في عمر الثورة بالمناطق المحررة؟
سادس رمضان يحل على السوريين القابعين تحت وطأة الجوع والبؤس والحصار المفروض عليهم من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة لها، في ظل استمرار آلة القتل الأسدية والروسية بحصد مزيد من أرواح المدنيين.
ويستقبل أهالي حلب الشهباء شهر الصوم وسط شعور كثير منهم بالنكبة والخوف، بسبب القصف المستمر والأوضاع المعيشية السيئة، حيث اعتبر أحدهم أن رمضان الحالي أشد رمضان يمر على حلب منذ بداية الثورة، فيما قال آخرون أن أهالي حلب يستقبلون الشهر الكريم بحصار من جميع الجهات وبوابل من القذائف والصواريخ وكافة أنواع الأسلحة، وسط قلة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها.
ولا يختلف الحال كثيرا في محافظة ادلب عن جارتها حلب، حيث يطرق رمضان أبواب الأدالبة وسط فقدان الكثيرين منهم لبهجة هذا الشهر، نتيجة غلاء الأسعار وغياب الرقابة وتحكم التجار، ولفتواً إلى تغير الوضع حالياً حيث كانوا يجهزون لاستقبال رمضان قبل قدومه بمدة شهر، ولفتوا إلى شعورهم بالخوف بسبب الأوضاع الأمنية والقصف المستمر إلى جانب غلاء سبل المعيشة، حيث استقبلوا رمضان حالياُ بمزيد من الخوف والفقر والعوز، مؤكدين أن تجار “الحروب” ساهموا بارتفاع الأسعار إضافة لارتفاع سعر صرف الدولار.
ومن شمال البلاد الى وسطها، حيث يطل رمضان على أهالي حمص وريفها وسط اختلاف كبير بين رمضان الماضي وشهر رمضان هذا العام، وأوضحوا على أوضاعهم الصعبة بالتزامن مع حلول شهر رمضان وسط ازدياد حالة الجوع والحصار، ولفتواً أن استقبال رمضان سابقاً بالبهجة والسرور أما الآن بالحزن والألم.
ومن حمص الى جارتها حماة، يأتي رمضان والطيران الحربي لم يرحم أبناءها ولا حتى أسواقها، فغاب أي مظهر أو تقليد من تقاليد هذا الشهر الكريم، وعبر أهالي المناطق المحررة في حماه عن استيائهم من غلاء الأسعار بشكل غير معتاد ما حرمهم من ممارسة طقوس شهر رمضان بالتسوق.
في حين يرى أهالي الريف الدمشقي أن شهر رمضان فرصة لعمل الخير والتسامح ومراجعة النفوس، وفرصة لبداية وصفحة جديدة.
اذاً بقلوب تكاد تنفطر ألما وحزنا، يستقبل السوريون شهر رمضان من دون مظاهر الفرح التي رحلت وحل مكانها الحزن والأسى، جراء ما فقدوه من الأهل والولد وضياع مساكنهم وتدمير أرضهم.