السوريون بالمناطق المحررة يصومون في حرّ تغيب عنه “المراوح” وترتفع أسعار “الأمبيرات”
راديو الكل – خاص
تحوّل فصل الصيف في سوريا من مناسبة يتغنى بها الشعراء ويتغزلون بشمسها التي تغرب على قاسيون إلى عبء جديد يضاف لجملة مآسيهم التي لم تغب عنهم منذ ستة أعوام.
واليوم يبدو الصيف السوري أكثر ثقلاً تزامناً مع قدوم شهر رمضان وارتفاع ساعات الصوم إلى مايزيد عن 16 ساعة، لتنضم دمشق إلى قائمة البلدان العربية التي تشهد أعلى فترات صوم.
ورغم أن المسلمين في بريطانيا وأوروبا يشهدون كذلك هذا العام أطول رمضان من حيث عدد ساعات الصيام منذ 33 عاما، فإن الفرق بينهم وبين المسلمين في سوريا هو أن مواطني الداخل السوري يفتقدون للوسائل التي تعنيهم على احتمال حر الصيف أثناء الصيام، وإن وجدت فهي بدائية وبأسعار عالية وغالباً ماتكون عبارة عن بدائل للوسائل الطبيعية التي تعرفها بقية دول العالم مثل الكهرباء المشغّلة للمكيفات أو المراوح على الأقل.
وفي مقارنة تدعو للألم المتواصل على حال السوريين، فإن مجلس المسلمين في بريطانيا دعا لتوخي الحذر وتجنب السير طويلا في الشمس، وطالب المسلمين بشرب الكثير من الماء والسوائل خلال ساعات الفطر.
أما في سوريا حيث درجة الحرارة أكثر ارتفاعاً فإنه يفترض بالسكان تدبير أمورهم بأنفسهم، وليس من جهة تؤمن لهم وسائل تعنيهم على احتمال الصيف الحار ولا أخرى تخشى عليهم وتدعوهم للحذر على صحتهم وحياتهم التي تنتهك منذ 6 سنوات بكافة الأساليب بلا رحمة.
وفي استطلاع أجراه مكتب راديو الكل في إدلب تبين أن السكان يبرّدون أجسادهم بالماء وألواح الثلج المرتفعة الثمن بدلاً عن المراوح غير المتوفرة في ظل انقطاع الكهرباء، فيما يلجأ بعض الأهالي لمراوح تعمل على 12 فولط، كما يزيد معدل استهلاك السكان للعصائر من (تمر هندي والعرقسوس) على وجبة الإفطار.
وفي حلب لا يبدو وضع الصيام أفضل، فالصائمون يشتكون من قلة المياه البارد والبرادات والمراوح وانقطاع الكهرباء وخاصة بالنسبة لأولئك النازحين الذي خرجوا بثيابهم فقط واستقروا بالخيّام المغطاة بأكياس البلاستيك لتزيد الحر أكثر، ولفت الأهالي إلى بلوغ سعر الأمبير 2500 ليرة سورية وهو رقم كبير ولا يتناسب مع القدرة الشرائية.
وفي حماة، لا يجد المواطنين سوى ترجي التجار ليرأفوا بهم بضغط على الوازع الديني لديهم، مستنكرين وصول سعر لوح الثلج الذي لا يعدو كونه ماءً مثلجاً إلى ما بين (600 و 800) ليرة سورية.
وفي ريف حمص الشمالي المحاصر يبدو الحال أصعب، فالسكان المحاصرين يطبخون ليوم واحد فقط بسبب عدم وجود البرادات الحافظة للطعام، وهم لا يفتقدون للمراوح والكهرباء فحسب بل إنهم لايجدون أيضاً المياه وغاب عن ذاكرتهم اختراع اسمه العصائر.
وأشار المحاصرون إلى بلوغ حق المروحة التي تعمل على البطارية حوالي 20 ألف ليرة سورية في ظل عدم وجود دخل للأهالي، في حين تم تنسيق المروحة التي تعمل على الكهرباء بسبب انقطاعها عن المنطقة منذ أكثر من 3 سنوات، لافتين إلى وصول سعر لوح الثلج ما يقارب 800 ليرة سورية.
وفي دمشق، وتحديداً في الغوطة الشرقية فإن مراسلنا هناك أجرى استطلاعاً كشف فيه السكان عن وسائل بديلة في ظل نقص المراوح وارتفاع أسعار الثلج وغياب الكهرباء كاللجوء للمساجد التي يوجد فيها كهرباء والاستعانة بجرار الفخار بعد لفها بقماش رطب.
ولفت بعض أهالي الغوطة إلى اضطرارهم للعمل في ساعات الصيام الطويلة لتأمين قوت عيشهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وأفادوا بغلاء سبل المعيشة وقلة الخبز.