مساعدات الغوطة الشرقية تفتقد لمواد غسيل الكلى
راديو الكل – خاص
كالعادة، لم تسفر مساعدات الأمم المتحدة التي دخلت الغوطة الشرقية عن رضا السكان، لأن حالهم حال جميع المناطق المحاصرة التي تحتاج الكثير ولايصلها سوى الفتات.
يتحدث أهالي الغوطة الشرقية لمراسلنا عن طبيعة المساعدات التي وصلتهم بالتأكيد على أن دوما كانت ممراً لها لكنها لم تحصل على شيء منها، علماً بأنها أكبر بلدات الغوطة الشرقية، ولا تتعدى كمية المساعدات التي دخلت نصف عدد السكان في الغوطة.
ولفتواً أن عدد السلل الغذائية التي دخلت لم تتجاوز 4800 سلة غذائية وهي غير كافية لمدة أسبوعين، كما دخل حوالي 5200 كيس طحين ربما لا تغطي حاجة المدنيين من الخبز خلال شهر رمضان.
ولا تتوقف المشكلة عند نقص المساعدات الغذائية، بل إن الخلل طال نظيرتها الطبية أيضاً، حيث صرح مسؤول في وفد الأمم المتحدة أن قوات النظام منعت دخول مساعدات طبية أثناء دخول الشاحنات يوم الجمعة، وصادرت 650 جلسة غسيل الكلى.
ويقول الدكتور “إياد حمزة” المسؤول عن غسيل الكلى في دوما، أنه يوجد برنامج محدد متفق عليه من منظمة الصحة العالمية وهيئة الأمم المتحدة لإدخال مواد خاصة بجلسات غسيل الكلى بين فترة وآخرى لا تتعدى الشهرين، منوهاً إلى مصادرة النظام 650 جلسة غسيل في المساعدات الأخيرة التي دخلت الغوطة الشرقية.
وأشار “حمزة” لراديو الكل، إلى أن مواد غسيل الكلى تستخدم لمرة واحدة فقط واستهلاكها كبير نظراً لحاجة كل مريض من جلستين لثلاث في الأسبوع الواحد، فيما يقدم مركز غسيل الكى في دوما بشكل وسطي 160 جلسة شهرياً، لافتاً إلى الافتقار لأدوية الحديد والكلس وفقر الدم والضغط التي يحتاجها مريض الكلية.
بدوره أشار الدكتور “يزن خليل” مدير الصحة في ريف دمشق، إلى تكرر الخلل في توزيع المساعدات دوماً، حيث إن أغلبها غير مجدية و ثانوية، في حين تفتقد أدوية غسل الكلى، وتلك الخاصة بالأمراض المزمنة.
وأكد “خليل” لراديو الكل، أنه في كل مرة تدخل المساعدات الطبية إلى الغوطة الشرقية تكون نسبتها 20% من أصل احتياجات المنطقة، حيث يسمح النظام مثلاً بادخال 500 جلسة غسيل كلى من أصل 1500 جلسة بحاجة لها الغوطة الشرقية.
ولفت أن مركز غسيل الكلى الوحيد في الغوطة يجب أن يكون لديه احتياط دائم، وعند انقطاع المواد ينحرم المريض لجلسات الغسيل لمدة أسبوعين أو ثلاث، ما أدى في وقتٍ سابق لوفاة 3 أشخاص، منوهاً إلى حاجة الغوطة إلى الأدوية النوعية المزمنة والمكملات الغذائية والمستهلكات الجراحية النوعية.
وأوضح مدير الصحة على تعمّد النظام خلق بلبلة وفتن بين السكان فيدخل أدوية لمدينة كفربطنا ويمنعها عن مدينتي حرستا أو دوما، علماً بأن المراكز الرئيسية بشكل عام هي الأشد حاجة للمساعدات الطبية.