“حبات الرمان”.. مشروع دعم لأيتام الغوطة الشرقية بريف دمشق

في خطوة لدعم الأيتام الذين فقدوا آباءهم ومعيلهم؛ أطلقت مؤسسة “محبي دمشق” مشروع “حبات الرمان”، الذي يعمل على تقديم الرعاية المادية لأطفال الغوطة الشرقية، ثم تطور ليقدم البناء الروحي والفكري والسلوكي من خلال منهج تعليمي يحفزهم على التفكير والإبداع ليكونوا قادة فاعلين في نهضة مجتمعهم.

“حبات الرمان”.. اسم لم يكن عبثاً، بل له خصوصية ورمزية تتمثل في حبات صغيرة ضعيفة لكنها إن جمعت وتراصت أصبحت ثمرة رمان صلبة ذات قوة وأثر، حسب ما تحدثت “شيماء” مديرة المشروع لراديو الكل.

مشروع حبات الرمان انطلق قبل عام مرافقاً لحملة إفطار صائم، كان ينتظر الأطفال أيامها بفارغ الصبر ليس فقط لأنهم سيشاركون طعامهم مع رفاقهم، إنما لجو الفرح والمرح خلال الإفطار، ليتطور بعدها إلى مشروع طويل المدى يستهدف كفالة ورعاية الأيتام حصراً.

وتؤكد “شيماء” على فكرة تغيير صورة الأيتام في أذهان العالم من أطفال يمثلون حالة الضعف والهوان إلى قادة طموحين يحملون أحلاماً وتطلعات وذلك من خلال منهج تفاعلي وإبداعي من أربع مراحل هي: المرحلة الأولى تعمل على إزالة العوائق النفسية والتعليمية عند الأطفال، المرحلة الثانية وضع الأسس والثوابت عن طريق الإجابة على تساؤلات الأطفال، المرحلة الثالثة تعليم الطفل طريق التفكير السليمة “فتح المدارك”، المرحلة الرابعة وضع الطفل أمام مجموعة من التحديات بمستويات متفاوتة.

وفيما يخص كارد العمل أشارت مديرة المشروع إلى وجود 3 مستويات: أول وهو الكادر التنفيذي داخل المناطق المحاصرة من اختصاصات مختلفة، ثانٍ وهو كادر التصميم وإدارة المنهاج في الخارج، ثالث وهو مجموعة من المختصين والمستشارين.

من جانبها قالت “لبابة الهواري” المديرة الإعلامية ومساعدة مديرة المشروع، أن المشروع استهدف الأيتام كونهم شريحة كبيرة أفرزتها الحرب، ويمكن العمل عليها ليكونوا قادة في المجتمع بسبب امتلاك الأيتام طاقات عظيمة بعد فقدانهم ذويهم.

وأشارت “الهواري” لراديو الكل، إلى استهداف المشروع الأطفال من عمر 3 سنوات إلى 14 سنة مقسمين على فئتين، أولى من عمر 3 إلى 7 سنوات، وثانية من 8 إلى 14 سنة، بمجموع كلي يبلغ 180 طفلاً.

ونوّهت أن المشروع قائم على تقديم كفالات فردية من قبل مجموعة من الأشخاص وليس عن طريق جهات أو جمعيات معينة، حيث يستلم اليتيم المبلغ المقدم من الكفيل شهرياً من مكتب الجمعية، فيما يكون هناك رقم للتواصل بين الكفيل واليتيم وكذلك كشف حساب دوري، مؤكدةً أن المصاريف الإدارية للجمعية يتكفل بتغطيته أعضاء “محبي دمشق” شخصياً دون آخذ أية قيمة من الكفالات.

وعن مدة المشروع قالت “الهواري” أن خطة المشروع طويلة وغير مرتبطة بنهاية الحرب، حيث سيدخل اليتيم بعد انتهاء مراحل المشروع الأربعة إلى مشروع آخر للمؤسسة سيتم الافصاح عنه السنة القادمة.

وبخصوص الصعوبات التي واجهت العمل، تمثلت بالقصف والوضع الأمني في الغوطة الشرقية، وصعوبة تأمين المواد الخاصة بالأنشطة في ظل الحصار منذ 3 سنوات، وصعوبة التدريب عن بعد حيث يتواجد الفريق المعد بالخارج والفريق التنفيذي في الداخل، وفقاً للمديرة الإعلامية.

ولفتت “الهواري” في ختام حديثها إلى أن مؤسسة محبي دمشق” تم تأسيسها عام 2012 عن طريق مجموعة من الأفراد الثوريين كنواة لمؤسسة مجتمع مدني، ومن أهم مشاريعها (الغوطة الصامدة، مشروع كسوة ألف طفل وطفل، مشروع الأسر المنتجة، حبات الرمان).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى