مصدر يوضح لراديو الكل حقيقة المصالحة في وادي بردى ومساعدات قدسيا بريف دمشق
راديو الكل _ خاص
في الشهر الماضي فقط، نقلت وسائل إعلام النظام الرسمية عن وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية “علي حيدر” حديثه عن وضع اللمسات الأخيرة لإنجاز مصالحة حقيقية على مستوى مدينة قدسيا في ريف دمشق وتحويلها إلى مركز للمصالحات المحلية في المنطقة كلها، وذلك بعد أن جرى نهاية العام الفائت ترحيل 119 شخصاً من العناصر المنضوية تحت صفوف المعارضة العسكرية وعائلاتهم من مدينة قدسيا لإخلاء المدينة من السلاح والمسلحين.
واليوم تتكمن كتائب “شهداء الشام” العاملة في منطقة قدسيا، من إبرام صفقة تبادل مع قوات النظام بعد سلسلة اجتماعات توصل الطرفان بموجبها لصفقة تبادل تقضي بإطلاق سراح عنصرين لقوات النظام معتقلين لدى الكتائب، مقابل إدخال قوات النظام مساعدات إغاثية وغاز وخبز للمدنيين المحاصرين في المدينة.
وتحدث “أبو الحكم” الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري بدمشق وريفها لراديو الكل، عن تفاصيل هذا الاتفاق والذي فرضته سياسة الحصار، معتبراً أن ماحصل لايعتبر تنازلاً بل لايعدو كونه أكثر من عملية تبادل.
وأشار أن التفاوض الذي جرى بين ثوار قدسيا والنظام بتاريخ 8-6-2016 أطلق الثوار خلاله سراح عنصرين علويين مقابل ادخال 5 سيارات خضار ومثلها غذائية و35 ألف ربطة خبز و3500 اسطوانة غاز منزلي.
ولفت إلى أن قدسيا المحاصرة منذ حوالي سنة دخلها أواخر الشهر الماضي قافلة مساعدات لا تكفي لـ 8 آلاف عائلة في ظل وجود حوالي 400 ألف مدني، حيث تم التوزيع وفق أرقام وجداول مدونة في الجمعية الخيرية التي يشرف عليها أعضاء المجلس المحلي بقدسيا وبالتنسيق مع الجيش الحر.
مؤكداً أن تبادل الأسيرين بالمواد الغذائية لا يصنف ضمن خانة المفاوضات، منوهاً إلى خرق النظام للهدنة المبرمة في المدينة عام 2013 عدة مرات وسط حصار مطبق على قدسيا، حيث لا يسمح لخروج سوى الطلاب والموظفين فقط.
ولا يوافق “أبو الحكم” الكل على اعتبار أن قدسيا صارت مركزاً للمصالحات حسب تعبير النظام، والدليل أنه اضطر لادخال المساعدات مقابل عنصرين له فقط.
وفي وادي بردى المجاورة، تداولت وسائل إعلامية تابعة للنظام خبر مفاده تسوية أوضاع أكثر من مائة شخص من المطلوبين للنظام في المنطقة، وأكد مركز وادي بردى الإعلامي الذين يديره نشطاء المعارضة الخبر، مبيناً أن المصالحة تمت في المدرسة الإبتدائية الواقعة في قرية الأشرفية على الطريق العام بحضور شخصيات محسوبة على نظام الأسد ومنهم شخصيات من وادي بردى مثل الأمين العام لشعبة حزب البعث في ريف دمشق ورئيس بلدية عين الفيجة وقائد شرطة مدينة ريف دمشق ومحافظ ريف دمشق.
وفي هذا الصدد قال “أبو الحكم” أن النظام يحاول عبر السنوات الماضية السيطرة على نبع عين الفيجة الواقع في وادي بردى، حيث يقوم بقصف المنطقة وحصارها بمنع دخول المواد الغذائية إليها، فيما جرت عدة هدن بين الثوار والنظام للسماح بتدفق مياه عين الفيجة إلى مدينة دمشق مقابل إدخال الغذاء.
وأكد “أبو الحكم” أن النظام يحاول اختراق المنطقة من خلال عدة لجان مصالحة، حيث أسس لجنة مصالحة في منطقة أشرفية الوادي الخاضعة لسيطرته، وتم مؤخراً تسوية أوضاع عدة أشخاص في الأشرفية، في حين لم يتم اجراء أية تسوية أو مصالحة في منطقة وادى بردى.
وعن الشخصيات التي حضرت المصالحة والمحسوبة على النظام، لفت “أبو الحكم” أن هذه الشخصيات تابعة للنظام وهي مقيمة في أشرفية الوادي وليس بوادي بردى حيث كان الموضوع إعلامي ليس أكثر.
ورغم أن الحصار هو من يجبر سكان المناطق المحاصرة غالباً لإجراء مصالحات أو تسويات مع النظام، فإن الوضع في وادي بردى يبدو مختلفاً حسب أبو الحكم، فهو يؤكد أن الحصار جزئي هناك، والحال فيها لا يضطر الأهالي لمثل هذه المصالحات.
تجدر الإشارة إلى أن النظام انتهج في الآونة الأخيرة سياسة التقرب من المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق في محاولة منه لتهدئة هذه الجبهات وضمان عدم تحركها، إما بالحصار وتضييق الخناق على المدنيين أو بسياسة المصالحات والهدن التي اتبعها في مناطق عدة.