“طريق الخبز”.. أول فرقة مسرحية من حلب تتحدى الحرب وتحاكي الثورة
سوريا التي كانت محتجبة خلف برقع الاستبداد كشفت عن وجوه مبدعيها دفعة واحدة، شباب عشقوا الحرية فغادروا الحرية وواجهوا الطغاة بحناجرهم وصدروهم وأقلامهم وألوانهم.
من بين كل المناطق كانت حلب حاضرة، أحد أخطر مدن العالم أعلنت أنه لا يزال هناك متسع للحب والفن والإبداع عبر محاولات فنية ظهرت من لاشيء، أهمها فرقة “طريق الخبز”، التي أسسها مجموعة من الناشطين بهدف تقديم عروض مسرحية تحاكي واقع الثورات العربية وتسلط الضوء على أخطائها.
آراء الشارع الحلبي أثنت على الفرقة وعروضها بوصفها أول نتاج فني يخرج من المناطق المحررة في الداخل السوري، فيما تظهر عبقريتها كونها تعرض في أحياء حلب التي لا يغادرها القصف والرصاص.
حيث قال بعض الأهالي لراديو الكل، حين ظهور فرقة “طريق الخبز” كان النتاج الأدبي معدوم في زمن الثورة وهو حتى الآن متراجع، فيما كانت طريق الخبز أول فرقة مسرحية تظهر في الداخل السوري والمناطق المحررة، حيث لامست الواقع خلال عرضها الأول “دكاكين الثورة”.
وقدمت الفرقة عملها الأول “دكاكين” وهو أقرب ما يكون إلى كوميديا سوداء تتناول أصحاب الأجندات وتجار الدم والأزمات الذين يتغيرون وفق مصالحهم وتبعاً لأهواء الجهات الداعمة لهم، عرض في أحد أحياء حلب الشرقية داخل صالة أفراح مهجورة، على خشبة يظهر عليها خمس طاولات تجلس خلفها شخصيات تمثل أدوار التاجر والموجه التربوي ورئيس التحرير والمعارضة والعسكري، ويتبدلون بحسب المشاهد من فترة حكم حزب البعث وبداية الثورة لغاية دخول المال وتبديل الأهداف والشعارات، في وقت تبقى المظاهرات ومحاولات الشباب الثائر لحماية الثورة حاضرة في كل مشهد بقوة وألم.
أما العرض الثاني للفرقة فكان بعنوان “حفلة عربية في زمن الحرية”، تناول سعي الشعوب العربية لنيل حريتها، منتقداً سلوكيات بعض من فهموا الحرية فهماً خاطئاً اعتقدوا معه أنه يحق لهم الاعتداء على حقوق الآخرين.
ويقول “سلمان محمد” أحد أعضاء فرقة طريق الخبز، أن الفكرة موجودة منذ حوالي سنتين وجاءت من حاجة الثورة للفن، حيث قرر مجموعة من الأشخاص الموجودين في حلب لدى بعضهم خبرة في المسرح اطلاق هذه المبادرة.
وأكد “محمد” لراديو الكل، أن هدف الفرقة الأول هو التعبير عن الثورة ومحاكاة الواقع ايماناً من الفريق ككل بصدق العمل الذي يقدمونه على خشبة المسرح، لافتاً أن المسرحية الأولى “دكاكين الثورة” تعبر عن كيفية تحول العمل في الثورة إلى باب للارتزاق، أما العرض الثاني “حفلة عربية في زمن الحرية” حاكى الواقع وطرح عدة أسئلة حول عودة انتاج الطغاة.
ولفت أن فريق العمل هواة وليس محترف مؤكداً أن هدفهم التعبير عن آلام الناس واشعارهم بلحظة فنية جميلة بامكانيات متواضعة، موضحاً أن الفن هو اللحظة التي ينتشي فيها المقاتل أو الثائر.