ما الأهمية الاستراتيجية للقرى التي سيطر عليها جيش الفتح جنوبي حلب؟
تمكن الثوار في جيش الفتح من استعادة السيطرة على قرى “برنة و زيتان وخلصة” الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام،المدعومة بمليشيات أجنبية، دامت منذ مساء أمس وحتى فجر اليوم، و أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام والمليشيات الأجنبية المساندة لها.
وبذلك يصبح الثوار على مشارف بلدة الحاضر من الجهة الشمالية بعد أن سيطروا على بلدة العيس الاستراتيجية المجاورة للحاضر منذ نحو شهرين، وبذلك قطع الثوار على النظام محاولته المتكررة للسيطرة على اتستراد “حلب – دمشق” الدولي، منذ تقدمهم في ريف حلب الجنوبي بعد بدء التدخل الروسي.
كما تأتي هذه التطورات بظل إعلان روسيا عن هدنة ليومين في حلب، رغم عدم توقف القصف عليها حيث قضى في حلب بالأمس فقط 31 قتيلاً ، 23 منهم في مجزرة مروعة في حي القاطرجي نتيجة استهدافه ببرميل متفجر من قبل مروحيات النظام.
وبالتقدم الجديد للثوار في ريف حلب الجنوبي يثبتون يوماً بعد يوم أنه لولا دعم النظام من الطيران الروسي لما كان تقدم فيه سابقاً، إضافة إلى دعمها من قبل ميليشيات متعددة الجنسيات وعلى رأسها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، حيث أصبح الريف الجنوبي معروفاً باسم مقبرة الميليشيات نظراً لأعداد القتلى الكبيرة الذين تمكن الثوار من قتلهم ومن بينهم ضباطاً في الحرس الثوري الإيراني، بالتوازي مع الخسائر الكبيرة التي لحقتها بهذه القوات على جبهة الملاج في ريف حلب الشمالي.
وفي هذا الصدد قال “أحمد الحمصي” المتحدث العسكري في جيش السنة: “أن جيش الفتح قام بحشد باتجاه ريف حلب الجنوبي لاستعادة المناطق التي تقدم فيها النظام منذ حوالي 6 أشهر، حيث استعاد الفتح عدة مناطق بداية منها العيس والمكيلحة ليتمكن حالياً من السيطرة على قرى خلصة وزيتان وبرنة، وسط قصف الطيران الحربي قنابل النابالم الحارقة والعنقودية المحرمة دولياً”.
وأضاف “الحمصي” في حوار مع راديو الكل أن الأنظار تتجه الآن نحو جميع البلدات والقرى في ريف حلب الجنوبي الخاضعة لسيطرة النظام لطرد المليشيات الطائفية منها، لافتاً أن الاستراتجية التي اتبعها الفتح في معاركه هي السيطرة على البلدات المهمة، حيث سهلت عملية السيطرة على قرية خصلة السيطرة على قريتي زيتان وبرنة كون خلصة تتألف من 3 تلال تشرف على القريتين.
وأوضح القائد العسكري أن مواقع النظام والمليشيات المساندة باتت بعيدة عن أتستراد (حلب – دمشق) الدولي، لكن الطيران الحربي يقوم بقصف سيارات المدنيين المارة على الاتستراد، مبيناً أن روسيا والنظام حاولا ضرب مواقع جيش الفتح المؤلف من عدة فصائل بهدف انهائه لكن قصفهما حال دون ذلك.
وعن تزامن معارك جبة الملاح شمالي حلب مع معارك الريف الجنوبي، قال “الحمصي” : “أن النظام غير قادر على وضع ثقله العسكري في مكان واحد، حيث باتت عناصرة منقسمة على الريفين الشمالي والجنوبي، كذلك فأن قصف الطيران كانت أهدافه مشتتة وعشوائية ولم تسفر عن أية إصابات في صفوف الثوار”.