شهر رمضان يمر على اللاجئين في مخيم الزعتري بحال أفضل من الأعوام السابقة
راديو الكل ـ خاص
على غير العادة، يمر رمضان بحال أفضل على اللاجئين في مخيم الزعتري بالأردن، وذلك إذا ماقارناه بالأعوام الفائتة، حيث تبرز الموائد الرمضانية جلية والكوبونات المخصصة لشراء مستلزمات الشهر الكريم رغم النقص في أمور كثيرة، لدرجة أن رئيس جمعية الطفل الخيرية في مخيمات الزعتري “فارع المساعيد” قال أن الموجود بالمخيم ليس موجود في أي مخيم بالعالم، على حد قوله.
وأضاف “المساعيد” لراديو الكل، أن المواد متوافرة في المخيم بنسبة 90%، فيما تكون أسعارها قريبة من أسعار الأسواق خارج المخيم ولا تزيد عن فارق 10 قروش أردنية، حيث تكون حمولات السيارات من الغذاء والخضار والفواكه بأسعار الجملة بعد حصولها على تصريح للدخول من إدارة المخيمات.
وفي تفاصيل أحوال الصيام داخل المخيم، قال “رشا الخالدي” من فريق “عزمنا ثابت”، أن الفريق يوفر موائد إفطار غير يومية لسكان المخيم بعد الحصول على موافقات أمنية، وتنظم هذه الموائد في مناطق مختلفة لتشمل أكبر شريحة ممكنة من اللاجئين، وتضم الوجبه فواكه وعصائر.
ولفتت “الخالدي” لراديو الكل، أن جميع الحاجيات يتم شرائها داخل المخيمات لتعود الفائدة أيضاً على البائعين السوريين داخل الزعتري، مشيرة أن توزيع الإفطار استهدف أول مرة 1000 شخصاً، فيما طال بمراحل آخرى حوالي 900 آخرين من مناطق مختلفة من قطاعات المخيم كون الزعتري يتسم بمساحته الكبيرة، وأكدت أن الهدف من ذلك مشاركة اللاجئين في الإفطار وتوفير أجواء رمضان بحيث تجرى بعض المسابقات.
وتبرز أمام هذه المهمة صعوبات متوقعة تتعلق بالتمويل، حيث تبين “الخالدي” أن المساعدات النقدية تقتصر على التبرعات الشخصيات وهي تجمع بالدنانير.
وإن كان هناك من يشتكي من انقطاع الكهرباء وتوقف خدمة المواصلات بعد المغرب فإن “الخالدي” تعتبر أن الأجواء الرمضانية المميزة داخل المخيم لا تجعل من الخروج منه ضرورة ملحة وهناك الكثيرين ممن لا يرغبون بمغادرته، حسب قولها
ويبدو الهاجسس الأهم أمام اللاجئين في مخيم الزعتري هو كفاية قيمة القسائم الموزعة عليهم، وربما كان مستفزاً ما نشر قبل أيام حول منع اللاجئين السوريين من شراء الحلويات والسكاكر والعصائر والشيبس بكافة أنواعها من المؤسسة الاستهلاكية المدنية التابعة للحكومة في الأردن.
وأحدث هذا الأمر استياء واسعا في صفوف معلقين أردنيين وسوريين على مواقع التواصل، ورأوا فيها محاولة لحرمانهم من شراء مستلزمات ضرورية للأطفال وحتى الكبار خلال شهر رمضان.
المؤسسة الاستهلاكية المدنية في الأردن، أوضحت أن الهدف ليس حرمان اللاجئين من شراء بعض الأصناف، إنما هو بسبب اتفاقية دولية تقيد المؤسسة، ففي حال ظهر في الفاتورة أي صنف غير محدد من قبل برنامج الغذاء العالمي، فإن المؤسسة الاستهلاكية تتحمل المسؤولية والخسارة وتقوم بدفع قيمة الفاتورة ولا يتحملها برنامج الغذاء.
وتتحدث عضو فريق عزمنا ثابت “رشا الخالدي” أن قيمة القسائم بشكل عام لا تكون كافية لتلبية احتياجات المواطنين، كون قيمة الكوبون الواحد لا تتجاوز 24 دينار أردني.
وبالعموم فإن ماسبق لا يشير بأن الأمور في المخيم هي بأحسن أحوالها ولكن الحديث هنا هو مجرد مقارنة بين السوء والأسوأ، فاللاجئون يحصون على الأقل حالياً على موارد عيشهم الرئيسية كتبريد المياه مثلاً، وأضافت “الخالدي” أنه وبعد العمل داخل المخيم 4 سنوات يعد رمضان الحالي أفضل من سابقيه، حيث باتت الأسعار الآن مناسبة في ظل توافر خدمات جديدة إلى جانب زيادة عدد اللاجئين الموظفين بالمنظمات.