مساعدات أممية تدخل “بلودان” الخاضعة لسيطرة النظام.. وجارتها “مضايا” تئن جوعاً

في خطوة استفزازية دخلت قافلة مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة قبل أيام إلى بلدة بلودان الخاضعة لسيطرة النظام في ريف دمشق، في حين لا تزال جاراتها مضايا والزبداني تخضعان منذ عام لحصار خانق من قبل مليشيات حزب الله التي تمنع دخول المساعدات إليهما.

وبحسب عضو المجلس المحلي لبلدة مضايا “سمير علي”، فإن كمية المساعدات التي دخلت إلى بلدة بلودان تفوق عدد السكان فيها، حيث يبلغ عدد سكان البلدة حالياً حوالي 7 آلاف نسمة، والمساعدات التي دخلت تكفي لـ 25 ألف شخص وتحتوي على سلة غذائية كاملة من مواد بروتينية وحليب.

وأضاف “علي” أن بلدة مضايا المجاورة لبلودان تضم 40 ألف مدنياً محاصر يدخلها فقط 7800 حصة غذائية وهي عبارة فقط عن بقوليات، دون أن تحوي بروتينات حيوانية أو نباتية أو فواكه أو خضار أو حليب.

مضايا الغارقة في مجاعة لا تزال تنتظر المساعدات التي كان من المفترض أن تدخل إليها منذ بداية شهر رمضان، في ظل النكث بالوعود وتعقيدات عملية إدخالها المرتبطة باتفاقية الزبداني كفريا والفوعة، وفقاً لـ “علي”.

وأكد أنه ومنذ شهرين لم تدخل أية مساعدات إلى مضايا، حيث كان مع المقرر أن تدخل بداية شهر رمضان قبل أن تؤجل لـ 15 منه، ليتم فيما بعد تأجيل دخول المساعدات إلى أجل غير مسمى دون معرفة السبب الرئيسي، علماً أن مضايا مدرجة عند الأمم المتحدة من المناطق المتوجب دخول مساعدات إليها.

وكشف “علي” بأن الأزمة الإنسانية في مضايا تزداد تفاقماً، وبأن المساعدات التي دخلت إليها سابقاً هي ذر للرماد في العيون فقط، كونها اقتصرت على الأرز والعدس والبرغل والفاصولياء، مخالفة بذلك تلك الحصة المدرجة ضمن الهرم الغذائي والمحددة من قبل الأمم المتحدة.

وأضاف “علي” أن حياة الأطفال وخاصة الرضع مهددة بالخطر نتيجة سوء التغذية وعدم توفر حليب الأطفال منذ أكثر من عام، لافتاً إلى بدء ظهور حالات مرض “القزامة” بسبب افتقار الطعام لمادة الكالسيوم، منوهاً بعدم دخول مادة الحليب خلال الدفعات الأربعة المقدمة من الأمم المتحدة، فيما يبلغ سعر كيلو الحليب بمضايا “80” دولار.

مضايا التي كانت من أولى البلدات التي نادت مع بدء الثورة بإسقاط النظام صراحة، كان لها النصيب الأكبر من عقابه وبطشه، وليطرح فيها الأسد نموذجاً آخر من نماذج إجرامه وحليفه حزب الله، عبر شنه حرباً هوجاء على آلاف المدنيين المحاصرين في البلدة، دون منقذ يرد عنهم الموت جوعاً وقنصاً وقصفاً في حين تتابع الحياة سيرها في بلدة بودان التي تبعد عنها بضعة كيلو مترات فقط تفصل بين الجنة والنار، وفقاً لـ “علي”.

ويرى عضو المجلس المحلي لبلدة مضايا، بأن النظام يحاول أن يتسبب في إحداث شرخ في العلاقة ما بين أهالي بلدتي مضايا وبلودان عبر تجويع واحدة دون الأخرى الخاضعة لسيطرته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى