ما هي مخاطر القنابل الفوسفورية وكيفية التعامل معها؟

يستمر نظام الأسد وحليفه الروسي بانتهاك حقوق الإنسان في المناطق التابعة للثوار وذلك  باستهدافها بالأسلحة المحرمة دولياً وعلى رأسها قنابل الفوسفور، اذ استخدمها الطيران الروسي مؤخرا في كل من إدلب وحلب، وانتشرت العديد من الصور التي توثق هذا الانتهاك.

وقال بعض أهالي المناطق المحررة في الشمال السوري لراديو الكل، أن الطيران الروسي ألقى على ريف حلب صواريخ تحولت إلى شهب متفاعلة مع الأوكسجين وهي تسقط من السماء، حيث كان المنظر مهول لكن القصف لم يسفر عن إصابات بسبب أن الاستهداف كان ليلاً.

والقنابل الفوسفورية سلاح كيماوي يشتعل بشدة عند تعرضه للهواء منتجا ثالث وخامس أكسيد الفوسفور وحرارة كبيرة وانفجار هائل ودخان كثيف، ويحدث حروق عميقة وخطيرة في الجلد مع ألآم مبرحة وموت كامل للأعضاء المصابة عند ملامسته للأفراد ومما يزيد من خطورته، قدرته العالية على الذوبان في الدهون والنفاذ السريع إلى داخل جسم المصاب وإكمال تفاعله واحتراقه داخل الجسم، وقد تؤدي الإصابة إلى الوفاة إن لم يتم معالجته على الفور، وفقاً لما أفاد به الدكتور “ممتاز حيزة”.

وأضاف “حيزة” لراديو الكل، أن هناك العديد من الأبحاث أشارت لإمكانية إصابة من تعرض للفوسفور بأمراض خطيرة مستقبلاً، كالسرطانات وأمراض الكبد والجهاز الهضمي والتنفسي.

ووجه الدكتور مجموعة من النصائح حول كيفية التعامل مع القنابل الفوسفورية، حيث أكد على ضرورة وضع القماش المبلل على الفم والأنف لعدم استنشاق الهواء الملوث بالفوسفور، كما يفضل مغادرة المكان المستهدف لأن قطر انتشار القنبلة يكون بحوالي 150 متر، منوهاً على اتباع أسلوب ميكانيكي بإزالة القنابل من خلال كفوف قماشية، في حين يتم التعامل مع القنابل بالمشافي عبر تعديل حموضته بالكيبربونات.

ويتعدى خطر القنابل الفوسفورية التأثيرات الآنية، فله مخاطر طويلة الأمد تتمثل في تلويث التربة والمياه الجوفية، حسبما أفاد المهندس الزراعي “أحمد الضحيك”.

ويعتبر السلاح الفوسفوري من الأسلحة المحرمة دولياً واستخدامه جريمة حرب تستوجب العقاب، طبعا هذا ما تدونه أوراق المنظمات الدولية التي لم يكن لها أي تحرك لإيقاف الانتهاكات المختلفة التي يرتكبها نظام الأسد وأعوانه، ولتبق كل الاتفاقيات والمعاهدات حبر على ورق لا تغير من الواقع شيء.

ويقول “نضال شيخاني” مدير مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا، أنه في الأونة الأخيرة قام الطيران الروسي باستخدام القنابل الفوسفورية على أحياء ضهرة عواد والمواصلات والشعار وطريق الباب في حلب، وكذلك في ريف المدينة تحديداً ببلدتي عندان وحريتان، إضافة لاستخدام الفوسفور الحارق عشرات المرات في إدلب وحمص وريف دمشق

ولفت “شيخاني” في حوار مع راديو الكل، إلى الإدانات الصادرة من منظمة هيومن راتس ووتش والتي أكدت استخدام الفوسفور الحارق والنابالم وخطورتهما، مضيفا أن الفوسفور لم يدرج ضمن الأسلحة الكيميائية.

وأوضح أن الفوسفور يحضر من صخور الفوسفات ويتم استخدامه من قبل الطيران وهو أمر محظور لأنه من المواد السامة تؤدي إلى إذابة الجلد والولوج إلى العظم، كذلك فإنه يؤثر على التربة والتي ربما تحتاج سنوات لإعادة احيائها، منوهاً ان انتشار القنبلة الفوسفورية قد يتجاوز الـ 150 متر.

وشدد “شيخاني” على خطورة القنبلة الفوسفورية غير المنفجرة وعدم صلاحيتها للطهي أو لأية أعمال آخرى كون انفجارها يؤدي إلى مقتل وإصابة المحيط.

ودعا إلى اللجوء لحجرة طوارئ بعيدة عن مكان الاستهداف لتفادي آثر الفوسفور الأبيض، وإغراق الجروح بالمياه وترطيبها تفادياً لاستمرار اشتعال المواد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى