رسالة أطفال سوريا في العيد: أوقفوا الطيران.. بدنا نعيّد
عيد آخر يمر على السوريين عموماً والأطفال خصوصاً دون أن يعرفوا أي من معاني فرحته، بعد أن أجلاهم القصف وأزيز الطائرات عن ملاعبه، فصاروا رجالاً بين ليلة وضحاها، وبدل الأرجوحة صعدوا يغنون ويهتفون على ظهر الدبابة وهم يسخرون من الموت بنقاء الطفولة.
أحلام أولئك الصغار في العيد لم تعد كما السابق؛ حلوى… ألعاب… وهدايا، لم يعد أحدهم ينتظر شروق شمس العيد ليسارع إلى اجتماع العائلة مختالاً بثوب جديد… لم تعد تعنيه العيدية ومدينة الألعاب وباقي تفاصيل عالمه الصغير، بل بات له هموم بحجم وطن، وأمنيات لا تعدو أكثر من مكان آمن بعيداً عن جنون القتل والمعارك…أو فسحة سلام تمنحه فرصة اللعب مع أقرانه وأقربائه.
مشهد الاشتباكات والمعارك طارد الأطفال حتى في ألعابهم، إذ لم تغب عنها البنادق البلاستيكية والمشاهد التمثيلية التي تحاكي ببراءة ما يتابعه أولئك الصغار على شاشات التلفزيون، بعضهم أخذ دور الثوار، وآخرون تقمصوا شخصيات عناصر الأمن والشبيحة التي تطلق النار على المتظاهرين، ليسقط فيها شهيد يشيعه رفاقه الصغار وهم يرددون هتافات إسقاط النظام.
إذاً هكذا بدا العيد في سوريا… معلقاً ضمن قائمة انتظار طويلة…. ليضاف إلى أشياء كثيرة حرم منها الأطفال منذ خمسة أعوام…. فيما عبّرت أمنيات أولئك الصغار الكبار عن وعي يفوق أعمارهم وأجسادهم الغضّة، حين أعلنوا أن لا رجاء لهم سوى أن تنتصر الثورة…
ولكن… ورغم كل المظاهر المؤلمة…. ومهما حدث ويحدث…. يبقى الأطفال أطفال مهما كبروا…. ويبقى العيد بالنسبة لهم موعد للفرح والابتسامات ولو من أبسط الأشياء… كتلك العيديات التي لا تكاد تصل جيوبهم حتى تغادرها عند بائع الحلوى أو الألعاب….
براءة الأطفال وضحكاتهم؛ تعلن أنه ما زال هناك متسع للفرح في كل يوم وفي كل عيد… فيما تختزل أمنياتهم لافتة حملتها طفلة صغيرة وعبارة تقول: “أوقفوا الطيران.. بدنا نعيّد”