قطع طريق الكاستيلو يهدد بحصار أكثر من 300 ألف مدني بحلب
يحظى طريق الكاستيلو شمالي مدينة حلب بأهمية كبيرة؛ جعلته منذ سنوات أشهر من نار على علم، بوصفه المنفذ الوحيد الذي يصل ريفي المدينة الشمالي والغربي، مع أحيائها الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
الطريق الذي بات مسرحاً لتصفية حسابات الصراع العسكري بين الأطراف المتحاربة في حلب؛ تشهد السيطرة عليه اليوم مداً وجزراً بين المعارضة وقوات النظام التي تقدمت مؤخراً إلى نقاط متاخمة له، وسط رصد ناري كامل من قبل طيران النظام وقناصة الوحدات الكردية حسب ما أفاد الكاتب الصحفي “أحمد بريمو” لراديو الكل، مضيفاً أن معظم فصائل حلب وفصائل من محافظات آخرى حاولت استعادة النقاط بمحيط الكاستيلو وفتح الطريق مجدداً.
وبينما لا تزال قوات النظام والميليشيات الموالية تحاول جاهدة إحكام قضبتها على طريق الكاستيلو؛ يتصدّر الوضع الإنساني المشهد اليوم، مع خطر الحصار الذي يتهدد أحياء حلب التي تأوي أكثر من ثلاثمئة ألف مدني، في ظل عدم وجود أي معبر أو منفذ آخر للوصول حسب ما أكد مراسل راديو الكل في حلب “أيمن سويد”.
وفي حال قطع الطريق المذكور؛ فإن أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة ستصبح معزولة بشكل كامل؛ ما يعني منع الإمدادات الإغاثية والطبية، وتوقف مرور شاحنات البضائع.
ولفت مراسلنا إلى استغلال بعض التجار الأزمة الحالية ليرفعوا أسعار المواد إلى أرقام باهظة فاقت ما كانت عليه في وقتٍ سابق.
استماتة النظام من أجل السيطرة على طريق الكاستيلو؛ جعلته هدفاً يومياً لنيران صواريخه وبراميله، فاستحق بجدارة لقب “طريق الموت” بشهادة الجثث العابرين الملقاة على جوانب الطريق، فضلاً عن عشرات السيارات والآليات المحترقة، حسب ما أوضح مراسلنا.
مشهد الخطر على طريق الكاستيلو بسبب أعمال القصف والقنص المستمرة يؤكدها الصحفي “بريمو”، أحد من اعتادوا العبور من الطريق المذكور، والذي اختزل ما يحدث فيه بعبارة “الداخل إليه مفقود والخارج مولود”.