داريا “تختنق” … ومطالبات بـ “فزعة” لها

راديو الكل ـ خاص

كثفت قوات النظام منذ نحو أسبوع حملتها الشعواء على داريا في الغوطة الغربية والتي تربط العاصمة دمشق بريفها الغربي في محاولة لاقتحامها، تزامن ذلك مع استمرار استهدافها اليومي بعشرات البراميل المتفجرة ولا سيما أنها تعتبر ذات موقع استراتيجي لقربها من مطار المزة العسكري والقصر الجمهوري.

وقال الناطق الرسمي باسم المجلس المحلي بداريا فادي محمد في مؤتمر صحفي عقده الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إن الخذلان كان يتناوب على كل مرحلة مرت بها المدينة التي تضم 8300 مدني ، بدءاً من انطلاقة المظاهرات ومروراً بمقتل غياث مطر حتى بداية حصارها، حيث سقط فيها بنهاية العام 2012 نحو 700 شهيد خلال 48 ساعة.

ومع دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ، أوضح فادي محمد أن الثوار التزموا فيه إلا أن قوات النظام حاولت تخريبه بالحديث عن وجود تنظيمات متطرفة فيه، ثم تعمدت عرقلة مساعدات الأمم المتحدة إلا أن أكدت الأمم المتحدة وجود مدنيين فيها.

وزاد من خناق المدينة، محاولة قوات النظام اقتحامها من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية واقتطاع الأراضي الزراعية بغرض احكام الحصار عليها، تزامناً مع قصفها بالبراميل المتفجرة وصواريخ الأرض ارض حسب الناطق باسم المجلس المحلي فادي محمد، ما تسبب بنزوح المدنيين من اطراف المدينة إلى وسطها، وهم مهددون بالموت جوعاً وهناك مخاوف من اجبار المنطقة على قبول الهدنة

وقال الاعلامي في لواء شهداء الاسلام أيهم محمد أن هجمة جديدة بدأت منذ صباح أمس من خلال محاولة اقتحام المنطقة من الجهة الجنوبية الغربية وقصف المدينة بالصواريخ والبراميل، وذلك بعد السيطرة على الأراضي الزراعية وفصل داريا عن المعضمية.

وفي السياق اطلق ناشطون هاشتاغ” الفزعة لداريا” مطالبين فصائل الجبهة الجنوبية والفصائل الثورية في الغوطة بالتحرك لتخفيف الضغط عن ‏داريا، وبلغ سوء الأوضاع العسكرية في داريا حداً دفع ناشطون لاطلاق منشور على صفحات التواصل الاجتماعي يتحدث عن أن طبيب سوري أعلن عن شيك بقيمة نصف مليون دولار ﻷي فصيل يدافع  عن داريا، وذلك بعد أن خذلت الفصائل العسكرية ولاسيما من الجهة الجنوبية المدينة، الأمر الذي اعتبره ثوار المدينة وسكانها إهانة لتضحياتهم واستخفافاً بها، فهم خرجوا منذ بداية الثورة وذاقوا ويلات الحصار لا يبتغون من وراء ذلك سوى رفع الظلم وتحقيق النصر.

وبرزت مبادرات أخرى من نشطاء الثورة واعلامييها طالبت الفصائل العسكرية في بيان لها بإشعال الجبهات في كافة المناطق خصوصاً الجنوبية نصرة لمدينة  داريا التي تعيش أياما صعبة من الحصار، وأشار البيان إلى أن أيقونة الثورة صارت مهددة بالسقوط بيد قوات النظام

في الوقت نفسه وقع المئات من الناشطين الإعلاميين والفعاليات المدنية في الغوطتين الشرقية والغربية بياناً طالبوا فيه فصائل الثوار لنصرة مدينة داريا التي أوشكت على السقوط بيد النظام بعد أربعة أعوام من الحصار الخانق.

كما وقعت عدد من الفعاليات في درعا على البيان وطالبوا فصائل الجبهة الجنوبية بالتحرك ونصرة داريا التي تجري فيها اشرس المعارك في محاولة النظام اقتحامها والسيطرة عليها.

وأطلق مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ “الفزعة لداريا” بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها على أجزاء من المدينة.

وبين مراسلنا في ريف دمشق أن جميع المدنيين في داريا يحتمون في ملاجئ تحت الارض وسط نقص في المواد الطبية، منوهاً أن وضع الثوار سيئ جدا ما يجعل الحاجة ملحة لاستنفار كافة الفصائل والجبهات.

هي محاولة لدفن الثورة في المدينة التي استعصت على قوات النظام منذ سنوات، وربما لم يعد هناك إمكانية للتباهي بعدم سقوط هذه المدينة التي تبعد عن القصر الجمهوري نحو 4 كيلو مترات، لأن الكلام المجاني دون فعل ودعم يعني الهباء ولا أكثر منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى